من تحليلات للمنافقين
ووساوس وتشكيكات في أمر الرسول وأمر الإسلام، كما هي عادتهم أنهم في كل محنة وفي
كل شدة يتبين نفاقهم.
وهذه
حكمة الله جل وعلا، أنه يُجري هذه المحن والضائقات لأجل أن يتميز المؤمن الصادق
بإيمانه من المنافق الذي يُظهر الإيمان ويُبطن الكفر.
يقول
سبحانه وتعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ﴾ هذا نداء من الله جل وعلا
للمؤمنين؛ لأنهم هم الذين يمتثلون ويُصغون إلى نداء الله جل وعلا.
{إِن تُطِيعُواْ
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ
خَٰسِرِينَ﴾ [آل عمران: 149] إن تطيعوا
أعداءكم من الكفار والمنافقين الذين - دائمًا وأبدًا - يخذلونكم، ويُسَفِّهون
آراءكم، ويقترحون عليكم الاقتراحات الباطلة، أن تتركوا هذا الدين الذي سَبَّب لكم
هذه المشاكل، وأن تعيشوا مع الناس وتوافقوا الناس على ما هم عليه حتى لا يحصل
عليكم مضايقات وشدائد.
وهذا
الكلام يقولونه الآن، يقولون للمسلمين: أنتم
لابد أن تسايروا العالم، فتندمجوا فيهم، ولا تنفردوا عن العالم؛ فينشأ عن ذلك أنكم
تقعون في مشاكل.
هذا
الكلام يرددونه دائمًا وأبدًا، يقولون: إن كنتم
تريدون التقدم والحضارة والتطور، فتسامحوا بموافقة الكفار، وسايِروا العالم،
وتنازلوا عن دينكم.
ومنهم مَن يُقَسِّم الإسلام إلى ثوابت ومتغيرات. فنقول: الإسلام كله ثوابت، ولا يجوز للمسلمين أن يُقسِّموا دينهم إلى ثوابت وغير ثوابت. هذه مكيدة من الكفار، أَخَذها الجهال من المسلمين، وصاروا يرددونها، وهم لا يعلمون معناها ومغزاها!!