×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

 استُشهدوا: {لَوۡ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُواْۗ [آل عمران: 168]، لو أطاعنا الذين خرجوا مع الرسول، وجلسوا معنا في المدينة، لسَلِموا، لكنهم أخذوا برأي الرسول وأصحابه، فقُتِلوا.

فرَدَّ الله عليهم بقوله: {قُلۡ فَٱدۡرَءُواْ عَنۡ أَنفُسِكُمُ ٱلۡمَوۡتَ [آل عمران: 168]، إذا كنتم تدفعون الموت عن هؤلاء بزعمكم، {قُلۡ فَٱدۡرَءُواْ عَنۡ أَنفُسِكُمُ ٱلۡمَوۡتَ، لا تدفعوه عن غيركم، إذا جاء الموت ادفعوه عن أنفسكم، وأنتم في بيوتكم يأتيكم الموت، فادفعوه عن أنفسكم.

فالموت بيد الله سبحانه وتعالى، ما يأتي بالموت خروج ولا بقاء في المنزل؛ وإنما الموت بيد الله سبحانه وتعالى، يأتيك على أي حال، وأنت في مأمنك، وأنت على فراشك، لو تحصنت بالحصون والجنود والسلاح والأسوار، فالموت يدخل عليك في مكانك، إذا أرسله الله فلن يتوقف أبدًا.

ثم قال: {وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ [آل عمران: 169] إلى آخر الآيات، فالذين قُتِلوا كان خيرًا لهم مما لو بَقُوا عندكم؛ لأنهم حصلوا على الشهادة والجنة، وخِبتم أنتم وخَسرتم.

نسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لصالح القول والعمل، وأن يفقهنا وإياكم في دينه، وأن يُعَلِّمنا ما جَهِلنا، وأن ينفعنا بما عَلَّمنا، وألا يَكِلنا إلى أنفسنا ولا إلى أعمالنا طرفة عين.

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

***


الشرح