{وَلِيَعۡلَمَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 166] عِلْم ظهور وواقع ما كان يعلمه أزلاً؛
ليعلم الصادقين في إيمانهم الثابتين في إيمانهم.
{وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ
نَافَقُواْ﴾ [آل عمران: 167] كما عَلِم
المؤمنين؛ ليعلم المنافقين.
{وَقِيلَ لَهُمۡ
تَعَالَوۡاْ قَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدۡفَعُواْۖ﴾ [آل عمران: 167] أي: الذين أُمِروا بالقتال أو الدفع،
فلم يمتثلوا.
وذلك
أنه لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه من المدينة إلى أُحُد؛ للقاء
الكفار، وكان معه ألف رجل. فلما كانوا في الطريق، وقف عدو الله عبد الله بن
أُبَيٍّ ابن سَلول رأس المنافقين، وقال: يخالف رأيي، ويأخذ برأي فلان وفلان!!
وقال: ما جئنا لنُهلك أنفسنا!! فرجع، ورجع معه ثلث العسكر، وقال لهم الصحابة:
تعالَوا، قاتِلوا في سبيل الله، أو ادفعوا، أي: صِيروا احتياطيًّا للمسلمين.
{قَالُواْ لَوۡ
نَعۡلَمُ قِتَالٗا لَّٱتَّبَعۡنَٰكُمۡۗ﴾
[آل عمران: 167]، وهذا يقوله بلسانه، وإلا فهو يعلم في نفسه أنه سيَحْدُث قتال.
قال
الله جل وعلا مبينًا حقيقتهم: {هُمۡ
لِلۡكُفۡرِ﴾ [آل عمران: 167] أي:
المنافقون. {يَوۡمَئِذٍ﴾ [آل عمران: 167] أي: في هذا الوقت.
{أَقۡرَبُ
مِنۡهُمۡ لِلۡإِيمَٰنِۚ﴾
[آل عمران: 167] فالله أكذبهم في دعواهم الإيمان، وأنهم أقرب للكفر من الإيمان،
نسأل الله العافية، وهذا هو الذي أَخَّرهم، وهو هذا النفاق، لا لأنهم لا يعلمون
أنه سيحصل قتال.
ولم يكتفوا بهذا الموقف المخزي، بل {قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ وَقَعَدُواْ﴾ [آل عمران: 168]، قعدوا في المدينة، وقالوا لإخوانهم في النسب الذين