{قُلۡتُمۡ
أَنَّىٰ هَٰذَاۖ﴾ [آل
عمران: 165] ما هو السبب في هذه المصيبة؟ ونحن المسلمون، والله وعد المسلمين
بالنصر!
{قُلۡ هُوَ مِنۡ
عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ﴾ [آل عمران:
165] فأنتم السبب في هذا، حيث إن الرماة الذين كانوا على الجبل تَخَلَّوا عنه؛
فسنحت الفرصة للكفار، وانقضوا عليهم من الجبل وهم لا يشعرون. ولما غَشُوا المسلمين
وكثر القتل، فرَّ مَن فرَّ من المسلمين، وكان الواجب الثبات، فروا، ولم يَبْقَ مع
الرسول صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة عَشَرَ رجلاً، والبقية فروا، ما كان يحل أو
يجوز لهم أن يفروا!
فالمصيبة
إنما حصلت من قِبل المسلمين، فالسبب من عند المسلمين.
وهذا
ليس خاصًّا بالصحابة، بل هو عامٌّ لكل مَن تصيبه مصيبة، فعليه أن يحاسب نفسه،
وينظر ما هو سببها، فيتوب إلى الله عز وجل ويرجع إلى الله، {وَمَآ
أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ﴾ [الشورى: 30].
فأنت
إذا أصابتك مصيبة، لا تَلُم القدر والقضاء، ولكن لُمْ نفسك وحاسب نفسك، فالقضاء
والقدر ما جرى عليك إلا بسبب من قِبل نفسك.
{إِنَّ ٱللَّهَ
عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ فهو قادر على نصركم لو وفَّيتم مع الله.
{وَمَآ
أَصَٰبَكُمۡ﴾ ما أصابكم من القتل والجراح
{يَوۡمَ ٱلۡتَقَى
ٱلۡجَمۡعَانِ﴾ ، جَمْع المسلمين وجَمْع
الكافرين في أُحُد.
{فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ﴾ [آل عمران: 166] بقضائه وقدره، فالقضاء والقدر من الله، والسبب من عندكم.