والأموال لما كانت محبوبة
للناس، يختبرهم فيها، فيأمرهم بإخراج الزكاة والصدقات، والإنفاق على مَن تلزمهم
نفقته.
وهذا
ابتلاء من الله سبحانه؛ لأن الإنسان يحب المال حبًّا جمًّا، كما قال جل وعلا: {وَتُحِبُّونَ ٱلۡمَالَ
حُبّٗا جَمّٗا﴾ [الفجر: 20]، فيصعب على
الإنسان أن يُخرج من ماله ما أمره الله به، إلا إن كان عنده قوة إيمان ويقين بالله
سبحانه وتعالى.
وكذلك
يُبتلى العبد في ماله، بما يصيب المال من الآفات والتلف والخَسارة، كما قال جل
وعلا: {وَلَنَبۡلُوَنَّكُم
بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ
وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾
[البقرة: 155].
{وَٱلۡأَنفُسِ﴾ وتُبتلَون في أنفسكم بالأمراض، والهموم، والأحزان،
والمضايقات، وموت الأقارب والأحباب والأولاد. هذا ابتلاء من الله سبحانه وتعالى.
{وَلَتَسۡمَعُنَّ
مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ﴾
[آل عمران: 186] أي: من اليهود والنصارى، تسمعون من سب اليهود والنصارى لكم،
وأذيتكم وذَمِّكم، مع أنكم أفضل منهم، لكن حسدوكم على ذلك، فلم يجدوا ما ينتقمون به،
إلا الأذى بالكلام والتنقص والاحتقار. {وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ﴾
[آل عمران: 186]، من سائر الكفار الذين ليس لهم كتاب. {أَذٗى
كَثِيرٗاۚ﴾ [آل عمران: 186].
ولا
يزال هذا إلى يوم القيامة، فالكفار من الكتابيين وغيرهم ضد المسلمين دائمًا،
يتلمسون للمسلمين المعايب، ويكيدون لهم المكر، وينصبون لهم الحبائل دائمًا وأبدًا.
وقد حَذَّرَنا الله منهم ومن صنيعهم، وأَمَرَنا أن نأخذ الحِذْر منهم وألا نثق بهم وإن تملَّقوا لنا، {يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ﴾ [التوبة: 8].