لا
نثق بهم أبدًا، بل نعتبرهم أعداء، مهما تظاهروا بالمودة، وهم كَذَبة.
ولا
يمنع هذا أن نتعامل معهم بما أباح الله، لا مانع أن نتعاهد معهم، نبرم معهم
المعاهدات، ونشتري، ونبيع منهم، لا مانع من ذلك؛ لأن هذا من تبادل المنافع لنا
ولهم.
{وَإِن
تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ﴾ [آل عمران: 186]، فنقابل هذا الأذى الكثير بالصبر وتقوى
الله سبحانه، {إِنَّهُۥ مَن
يَتَّقِ وَيَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [يوسف: 90].
ولا
نتنازل عن شيء من ديننا لإرضائهم، أو لدفع أذاهم، بل نصبر على ذلك، ونتقي الله
سبحانه وتعالى، بفعل أوامره، وتَرْك نواهيه، والتمسك بما شرع لنا.
ولا
نلتفت إلى كيد أعدائنا، ولا نقول: لابد من مسايرتهم. بل نصبر، ونتمسك بديننا، ولا
نتنازل عن شيء منه لأجل إرضائهم، الله أحق أن نرضيه وأن نخشاه سبحانه وتعالى، {أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ
فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [التوبة: 13]، {فَلَا
تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾
[آل عمران: 175].
فنتعلق بالله سبحانه وتعالى، ونصبر على المصائب في الأموال والأنفس، ولا نجزع، فلا جزع ولا ضعف ولا خَوَر عند المصائب؛ ولكن نصبر عليها، ونعلم أنها ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، {مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ﴾ [التغابن: 11]، قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من الله، فيَرضى ويُسَلِّم، ولا يجزع أو يضعف عند ذلك، ويحتسب الأجر من الله سبحانه وتعالى.