4- وإن كانت تصلحُ للسكنِ أو الزراعة؛ فإنها تُعَمَّر وتُزرع.
5- وإن كانت هذه الآثارُ مساكنَ للمسلمين، وقد تُرِكَت وهُجِرَت واستُغنِيَ
عنها؛ فإنها تُترَك ولا يُلتفَت إليها، ولا تكونُ ذاتَ أهميةٍ دينية ولا دنيوية،
ولا تُنزع ملكيتها من أهلها الذين ورثوها عمن قبلهم.
6- وإن كانت هذه الآثارُ لها ارتباطٌ بالصالحين أو المعظَّمين من الملوكِ
كمساجدِهم ومجالسِهم وقصورِهم، وسائرِ استعمالاتِهم، وقد خُرِّبَت وهُجِّرَت، فلا
تجوزُ العنايةُ بها وإحياؤها؛ لأن هذا يُفضي إلى الشركِ بالتبركِ بها، والاعتقادِ
بأصحابها، كما حصل لبني إسرائيل لمَّا تتبعوا آثارَ أنبيائهم وصالحيهم فآلَ بهم
ذلك إلى الشرك.
ولما رأى عمر رضي الله عنه قومًا يذهبون إلى شجرةٍ بالحديبية يزعمون أنَّها
الشجرة التي وقعت تحتها بيعة الرضوان ليصلُّوا عندها أنكر عليهم، وأَمَر بِقَطع
الشجرة.
ومن بابِ أولى المساجدُ القديمة المهجورة كمسجدِ علي، كما يُسَمُّونَه في
خيبر، ومثل المساجد السبعة في المدينة، ومسجد الكوع ومسجد عداس في الطائف، فإنها
لا تُحيا هذه المساجد ولا تُزار، كما لا يُبْنى على آثار الصالحين، ولا على قبورهم
مساجد.
فقد لعن صلى الله عليه وسلم من يفعل ذلك؛ لأن هذا وسيلة من وسائلِ الشركِ
وذرائعه.
فقد لعن صلى الله عليه وسلم زوَّارت القبور والمتخذين عليها المساجد
والسُّرُج، وأخبرَ أنَّ من فعل ذلك فهو من شرارِ الخلقِ عند الله، فلا يجوز
للمسلمين أن يعملوا عَمَلَهم ويتشبهوا بهم؛ لأن ديننا يمنع من ذلك.
وقد قامتْ الآن منظماتٌ دُوَليَّةٌ تعتني بهذه الآثار، وتُحيِيها وتحافظ
عليها، ويقلدُهم بعضُ جَهَلةِ المسلمين فاشتركوا مع هذه المنظمات.