×

 وكل ما نُسِب إلى الجاهليَّة فهو مذموم مثل: حميةِ الجاهلية، وظنِّ الجاهلية، وتبرجِ الجاهلية، وعزاءِ الجاهلية، ودعوى الجاهلية، وحكمِ الجاهلية.

قال النبي صلى الله عليه وسلم : «مَنْ تَعَزَّى بعَزَاءِ الجَاهِلِيَّة فأَعضوه بِهَنِ أبيه ولا تَكْنُوا» ([1]).

وقال صلى الله عليه وسلم : «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمُ الَّذِينَ مَاتُوا إِنَّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللهِ مِنَ الجُعَلِ الَّذِي يُدَهْدِهُ الخِرَاءَ بِأَنْفِهِ، إِنَّ اللَّهَ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ، إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ» ([2]).

وكُلُّ ما هو منسوبٌ إلى الجاهليةِ من أشخاصٍ وآثارٍ ونَخَوات، فهو مذمومٌ لا يُفتخَر به؛ لأنه إحياءٌ لأمورِ الجاهلية، وتَنَاسٍ لنعمةِ الإسلام وما فيه من العزِّ والكرامة: {وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ} [المنافقون: 8] .

وقال تعالى: {وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} [آل عمران: 139] .

وقال تعالى: {ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ} [المائدة: 3] .

فما كان من عزٍّ وخيرٍ فهو في ديننا؛ لأن اللهَ أكملَه وأتمَّه ورَضِيَهُ لنا، وما سواه فهو ذلةٌ ومهانة؛ خصوصًا ما يرجعُ إلى أمورِ الجاهلية وأهلها، فاللهُ قد أذهبَ عنّا عُبِّيَّتَها وفخرَها، والعُبِّيَّة: هي: الفخر والنخوة والكبر.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (21234)، والنسائي في الكبرى رقم (8813)، وابن حبان رقم (3153).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (3955) وأبو داود برقم (5116) وأحمد رقم (8736).