وإضافةُ هذه الأمور الجاهلية ذمٌّ لها وتحذيرٌ منها، وكلُّ الأمورِ
المُضافةِ إلى للجاهلية، فهي مذمومةٌ وإحياءٌ لفخرِ الجاهليةِ وتمجيدٌ لرجالاتِها،
والتَّشبُّه بهم تنكُّرٌ للإسلامِ وجحودٌ لفضلِه، وهذا كفرانٌ للنعمةِ ونسيانٌ
لأمجادِ الإسلامِ ورجوعٌ إلى الوراء.
وما عُرِفَ عن الجاهليةِ إلا التفرقُ والاختلافُ والكفرُ والشرك، وأكلُ
الربا وأكلُ الميتات، ووأدُ البناتِ والظلم.
عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَبْغَضُ النَّاسِ إلى اللهِ ثلاثةٌ:
مُلْحِدٌ في الحَرَام، ومُبْتَغٍ في الإسلامِ سُنَّةَ الجَاهِلِيَّة، ومُطَّلِبُ
دَمِ امْرِئٍ بغيرِ حقٍّ ليُهرِيقَ دمَه» ([1]).
وقال صلى الله عليه وسلم : «أَلاَ
كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ تحتَ قَدَمَيَّ مَوضُوع» ([2]).
وقال عمرُ بنُ الخطَّاب رضي الله عنه : «تنقَضُ عُرَى الإسلامِ عُروةَ عروةَ، إذا نشأ في الإسلامِ مَن لا يعرِفُ
الجاهلية».
فالذي يريدُ أن يجترَّ أمورَ الجاهلية، ويعظِّمَ شخصياتِها ويحتفلَ بها
ويقيمَ لها المناسبات يريدُ أن يرفعَ ما وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم ويحيي
عاداتها وتقاليدها؛ فلا يفتحُ هذا الباب الذي أغلقه الرسولُ صلى الله عليه وسلم ،
فيجبُ الأخذُ على يديه لئلا يفتحَ على الناسِ شرًّا.
ولما أراد يهودي أن يذكِّرَ الأوسَ والخزرجَ بما كان بينهم في الجاهلية من حروب بعدما منَّ الله عليهم بالإسلام والائتلاف أنزل الله تعالى: {وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ