×

 ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ» ([1]). هذا المَلَكُ يُرسِلُه اللهُ إليهِ في هذه المُهِمَّةِ العَظِيمَةِ.

سادِسًا: وهناكَ مَلائكَةٌ مُوكَّلُونَ بِقَبْضِ الأرْواحِ:

حِينَ يَنتهِي الأَجَلُ، فهُناكَ مَلَكُ الموتِ قال تعالى: ﴿قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ[السجدة: 11]. ومَلَكُ الموتِ مَعهُ أَعْوَانٌ لَه. قال تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۖ وَيُرۡسِلُ عَلَيۡكُمۡ حَفَظَةً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُونَ ٦١ ثُمَّ رُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۚ أَلَا لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَهُوَ أَسۡرَعُ ٱلۡحَٰسِبِينَ ٦٢[الأنعام: 61- 62].

والتَّوفِّي أُضِيفَ إلى المَلائِكَةِ، وإلى مَلَكِ المَوْتِ وإلى اللهِ. ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا[الزمر: 42]. أُضِيفَ إلى الله لأنَّهُ هو الَّذِي أمر به سبحانه وتعالى، وأُضِيفَ إلى المَلائِكَةِ؛ لأنَّهُم هم الَّذِين يُباشِرُونَ ذلك، يَجمَعُونَ الرُّوحَ، ويَسُوقُونَها مِن جَسَد الإِنسانِ؛ حَتَّى تَبلُغَ الحُلْقُومَ، وأُضِيفَ إلى مَلَكِ الموتِ: ﴿قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ[السجدة: 11]. لأنَّهُ هو الَّذِي يَتولَّى قَبْضَها عِندما تَجتَمِعُ في مرحلةٍ.

سابعًا: وهناكَ ملائِكَةٌ مُوَكَّلُونَ بحِفْظِ أعمالِ بَنِي آدَمَ

كما في الحديثِ: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ» ([2])، وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ ١٠كِرَامٗا كَٰتِبِينَ ١١يَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ ١٢[الانفطار: 10 - 12].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3036)، ومسلم رقم (2643).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (530)، ومسلم رقم (632).