×

 لا شَيْءَ يَخْفَى عَلَى اللهِ تعالى

****

قالَ عز وجل: ﴿إِن كُلُّ نَفۡسٖ لَّمَّا عَلَيۡهَا حَافِظٞ[الطارق: 4]. وقال تعالى: ﴿وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ[ق: 16]، أتعلمونَ ما الوَرِيدُ؟ وريدُ الإِنْسانِ هُو العِرْقُ الَّذِي في جانِبِ الرَّقَبةِ، يجري فيه الدَّمُ، واحِد في اليَمِينِ، وواحد في اليَسَارِ في جانِبَيِ الرَّقَبةِ، وفيهما الدَّمُ الَّذِي يُغذِّي الجِسْمَ.

اللهُ يقولُ: ﴿وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ[ق: 16].

كما قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ[الحديد: 3]. قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في تفسير ذلك: «أَنْتَ الأَْوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآْخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ» ([1]).

إِذَنْ، لا شيءَ يَخْفَى عَلَى اللهِ عز وجل في بَرٍّ أوْ بَحْرٍ، في قَعْرِ بَيتِهِ، في صَحْرَاءَ، أو في سُوقٍ، في مَسجدٍ، في المَسرحِ وَمَحلاَّتِ اللَّهوِ، في كُلِّ مكانٍ، في مَحلِّ الطَّاعاتِ والمَعاصِي، لا يَخْفَى عَلَى اللهِ شَيءٌ، ولا يُحْجَبُ شَيْءٌ عنهُ؛ لِذَلكَ قال صلى الله عليه وسلم لمَّا سألَهُ جِبريلُ عليه السلام أَخْبِرْنِي عنِ الإِحسانِ، قالَ: «الإِْحْسَان أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» ([2]). فإذا شَعَرَ الإِنْسانُ بِأنَّ معهُ المَلائِكَةَ، وأنَّ اللهَ يقُولُ: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ ١٦


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2713).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (50)، ومسلم رقم (9).