×

 صِفات الملائكة

****

أولاً: أَعظَمُ جُنودِ اللهِ:

المَلائِكَةُ هم خَلْقٌ مِن خَلْقِ اللهِ، مِن عالَمِ الغيبِ، ولا يَعلَمُ عدَدَهُم وكَيفِيَّتَهُم وخِلْقَتَهُم إِلاَّ اللهُ سبحانه. ومِن صفاتِهم:

هُم أَعظَمُ جُنودِ اللهِ، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ[الفتح: 4]، ولما ذَكرَ خَزَنَةَ النَّارِ، ذَكرَ: ﴿عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ[المدثر: 30]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا جَعَلۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَٰٓئِكَةٗۖ وَمَا جَعَلۡنَا عِدَّتَهُمۡ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ[المدثر: 31].

وَأصْحابُ النَّارِ: خَزنَةُ النَّارِ، أيْ: عَلَى جهنَّمَ مِنَ المَلائِكَة تِسعَةَ عَشَرَ مَلَكًا، يَخزُنُونَها، ويَقُومُونَ بحِفْظِها وإِيقادِها، ويُوكَّلُونَ بِشُؤونِها.

قالَ بعضُ الكُفَّارِ لمَّا سَمِعَ بِعَددِ خَزنَةِ النَّارِ -وكأنَّهُ استهانَ بهذا العددِ- وقال: أَنا أكفِيكُم مِنهم كذا وكذا، يعني أنَّهُ إذا دخلَ النَّار، سَيُقاوِمُ، ويَتغلَّبُ عليهِم، ويَخرُجُ مِنَ النَّارِ. وذلِكَ مِن بابِ السُّخْرِيَةِ والاستِهزاءِ، فرَدَّ اللهُ تَعالَى بقولِهِ: ﴿وَمَا جَعَلۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَٰٓئِكَةٗۖ[المدثر: 31]. أي: لَيسُوا مِنَ البَشَرِ.

فإنْ كانَ هذا يَزعُمُ بنَفسِهِ أنَّهُ قَويٌّ، وأنَّهُ يُطِيقُ عَددًا مِنَ البَشرِ، فإنَّهُ لا يُطيق أحدًا مِن المَلائِكَةِ. قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَٰٓئِكَةٗۖ[المدثر: 31]، أيْ: لم يَجعَلْهُم بَشرًا أو جِنًّا. ﴿وَمَا جَعَلۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَٰٓئِكَةٗۖ وَمَا جَعَلۡنَا عِدَّتَهُمۡ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسۡتَيۡقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ[المدثر: 31]. ﴿وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ[المدثر: 31]. أي: الكافرون. ﴿مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۚ[المدثر: 31]. فهم يَفتَرُونَ،


الشرح