يقول السائل: إذا كان أول
شهر رمضان بالنسبة للمملكة العربية السعودية يوم السبت، وبالنسبة للجزائر كان أول
الشهر يوم الأحد، فمن كان يقطن في الجزائر وصام مع المملكة هل يجوز له هذا أم لا؟
ومع من يفطر؟ لأنه إذا أفطر مع السعودية كان ذلك يوم صيام في بلده، وإذا صام هذا
اليوم كان يوم عيد في البلد الذي صام معه؟
قال النبي صلى الله
عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ
وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ» ([1]) فعلَّق الرسول صلى
الله عليه وسلم الصوم برؤية الهلال، وذلك يختلف باختلاف المطالع على الصحيح من
قولي العلماء، ولا شك أن المطلع في الجزائر يختلف عن المطلع في المملكة، فكل إنسان
يفطر مع أهل البلد والإقليم الذي هو فيه إذا رأوا الهلال، فأنت حكمك حكم المسلمين
الذين تسكن معهم في إقليم واحد، سواء في الجزائر أو في غيرها، تصوم معهم وتفطر
معهم.
يقول السائل أ. س.
م. عراقي الجنسية ومقيم في بولندا: حل علينا شهر رمضان الماضي، وقد من الله علينا
بصيامه والحمد الله، إلاَّ أننا في إمساكنا وإفطارنا نعتمد على توقيت بلدنا في
العراق، علمًا بأن التوقيت هنا في بولندا يسبق العراق، يجب أن نمسك قبلهم وأن نفطر
قبلهم، وقد صمنا على هذا النحو أربعة أعوام إلى أن تبين لنا الفرق في التوقيت،
فاعتمدنا توقيت البلد الذي نصوم فيه، فما الحكم في فعلنا الأول، وما ذا يجب علينا؟
كما ذكر السائل أنه يجب عليهم العمل بتوقيت البلد الذي هم فيه، فيمسكون عند طلوع الفجر، ويفطرون عند غروب الشمس
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1909)، ومسلم رقم (1081).