بالبلد الذي هم فيه؛ لقوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ
وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ
مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ﴾ [البقرة: 187].
وهذا ينطبق على المسلم في كل مكان ما دام أنه عند طلوع الفجر وغروب الشمس، فإن
الصيام فيما بينهما، وأما ما حصل منهم في أول الشهر من أنهم يصومون بتوقيت بلد آخر
يختلف عن توقيت بلدهم الذي هم فيه، فهذا خطأ، فيجب عليهم أن يقضوا هذه الأيام التي
صاموها على هذا النمط؛ لأن صيامهم غير صحيح ولا مطابق للشرع كما ذكرنا، وإن كان
مضى عليهم رمضان آخر لم يقضوا وكانوا متمكنين من القضاء فعليهم مع القضاء كفارة
إطعام، عن كل يوم مسكينًا، أما إن كانوا غير متمكنين من القضاء فليس عليهم إلاَّ
قضاء الصيام.
يقول السائل: س. أ.
أ من الرياض: ما الحكم في اختلاف الأهلة من شهر رمضان بين الدول، وما القول الصحيح
في ذلك؟ وما حكم توحيد رؤية هلال شهر رمضان في جميع البلدان؟
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ﴾ [البقرة: 189]. فهي مواقيت للعبادات ومواقيت للمعاملات، يعرفون بها هذه المواقيت، أما أن المسلمين يتحدون على رؤية واحدة في جميع الأرض فهذا قال به من قال من أهل العلم، ولكن الصحيح أنه لا يلزم هذا، وأن كل قوم يعتمدون على الرؤية في بلادهم؛ لأنها تختلف المطالع، كما قال شيخ الإسلام: «تختلف المطالع باتفاق أهل المعرفة». فلا يمكن أن تتحد الرؤية في كل البلدان، اختلاف المطالع بسير القمر من قطر إلى قطر، ومن جهة إلى جهة، وكل قوم يصومون