تقول السائلة ف. م. من الجمهورية الليبية: والدي متوفي،
وكان قبل وفاته مريضًا مرضًا شديدًا منعه من صيام رمضان العام الماضي، فهل يجوز لي
أن أصوم قضاء عنه، أم ماذا يجب علينا الإبراء ذمة والدنا؛ لتركه الصيام بسبب
المرض؟
أولاً: إذا كان والدك ترك
الصيام لعذر المرض، ووصل به المرض إلى أن توفي، فلا شيء عليه؛ لأنه أفطر لعذر، ولم
يستطع القضاء حتى مات، وهذا لا شيء عليه.
ثانيًا: إذا كان شفي من مرضه وكان عليه وقت يستطيع القضاء، ولم يقض حتى دخل عليه رمضان آخر، والأيام التي أفطرها في ذمته، ثم مات بعد رمضان الآخر، فإنه يجب أن يطعم عنه عن كل يوم مسكينا من تركته، إذا كان له تركة فإنه يطعم عنه من تركته؛ لأن هذا دين الله سبحانه وتعالى، عليه أن يطعم عن كل يوم مسكينًا، ويدفع له عن كل يوم نصف صاع من الطعام المعتاد في البلد، أما أن يصوم عنه أحد فالصيام الواجب في أصل الشرع لا يصوم أحد عن أحد، وإنما يكون هذا في النذر، لو كان عليه صيام نذر فإنه يصوم عنه وليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ» ([1])؛ لأن النذر هو الذي ألزمه نفسه، وهو لم يجب بأصل الشرع، أما صوم رمضان، فهو ركن من أركان الإسلام، وواجب من أصل الشرع، ولا يصوم أحد عن أحد، كما أنه لا يصلي أحد عن أحد.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1952)، ومسلم رقم (1147).