×

رخص الله للصائم أن يفطر من أجلها، فعليه أن يعمل ويصوم، وعليه أن يطلب من الأعمال ما لا يتعارض مع صيامه، والأعمال كثيرة، قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ٣ [الطلاق: 2، 3]، وما زال المسلمون منذ فرض الله الصيام وهم يعملون ويشتغلون ويصومون، لا يتركون الصيام لأجل العمل، مع العلم بأنهم يعملون أعمالا شاقة ومتعبة، مع أن هذا لم يرد من تاريخ الإسلام أو عن السلف الصالح أنهم يفطرون من أجل العمل، وهم مقيمون أصحاء، والله تعالى أعلم.

يقول السائل: عملت عملاً شاقا في نهار رمضان، فأفطرت ما تبقى من أيام رمضان من شدة حاجتي إلى العمل، ولم أستطع قضاء الأيام التي أفطرتها حتى جاء رمضان الثاني، وقد صمت أيامه الأولى أيضا، وأفطرت الباقي، وإلى الآن أزاول أعمالا شاقة، فهل علي القضاء والكفارة أم القضاء فقط؟

يجب على المسلم أن يهتم بدينه، ولا سيما أركان الإسلام الخمسة، وصيام شهر رمضان، وألا يتساهل في ذلك أو يلتمس المعاذير للتخلص من صيام شهر رمضان، والله تعالى إنما أباح للصائم المريض وللمسافر والمرأة الحائض والنفساء، هؤلاء هم الذين أباح الله لهم الإفطار، كذلك الإفطار للمريض مرضًا مزمنا والكبير الهرم، هؤلاء أباح الله لهم الإفطار في نهار رمضان.


الشرح