×

 يقول السائل: والدتي بلغت من العمر أكثر من ثمانين سنة، ومرضت وماتت في شهر رمضان، فهل نقضي الصيام عنها؛ لأنها كانت مريضة، ولا تستطيع الصوم؟ وهل يجوز أن يصوم أولادها عنها؟

من أدر كه رمضان وهو مريض، أو مسافر فإنه يفطر، وإذا انتهى السفر، أو شفي من مرضه فإنه يقضي أيامه التي أفطر ها؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ [البقرة: 185]. ومن أدر كه رمضان، ومرض ولم يتمكن من الصيام ومات في مرضه، فليس عليه شيء؛ لأنه لم يتمكن من الصيام، أما من أفطر ثم مات بعد ذلك وفي ذمته قضاء من رمضان، فإنه يقضي عنه، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ» ([1]).

يقول السائل: أمي أفطرت في رمضان عشرين يومًا، وتأخرت والدتي عن القضاء لسنوات طويلة، فصمت عنها عشرين يومًا، فهل هذا جائز، وما حكم تأخير أمي لهذه الأيام؟

إن كانت أمك ميتة وصمت عنها، فهذا صحيح، وهذا من البر بها وإبراء ذمتها، قال رسول الله صلى الله وسلم: «مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ» ([2]). وكذلك ثبت في الحديث: أن امرأة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ فَقَالَ: «أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِينَهُ» قَالَت: نَعَمْ، قَالَ: «فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ بِالْقَضَاءِ»» ([3]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1952)، ومسلم رقم (1147).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (1952)، ومسلم رقم (1147).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (1953)، ومسلم رقم (1148).