×

أن يَذْبَح فاطرًا، أَو لِيَذْبَح غنمًا، أَو يتصدَّق بِشَيْء، ثُمّ إِذَا حَصَل لَه ذَلِك، صَار يُمَاطِل ربَّه، ولا يُوفِي بِمَا نَذَر لِلَّه تعالى. وهذا الأَمْر خَطِير جدًّا، قَال الله تَعَالَى: ﴿وَمِنۡهُم مَّنۡ عَٰهَدَ ٱللَّهَ لَئِنۡ ءَاتَىٰنَا مِن فَضۡلِهِۦ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ٧٥فَلَمَّآ ءَاتَىٰهُم مِّن فَضۡلِهِۦ بَخِلُواْ بِهِۦ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ ٧٦فَأَعۡقَبَهُمۡ نِفَاقٗا فِي قُلُوبِهِمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ يَلۡقَوۡنَهُۥ بِمَآ أَخۡلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ ٧٧ [التوبة: 75 - 77].

فَتَأَمَّل هَذِه الْعُقُوبَة الْعَظِيمَة، أنَّ الله تَعَالَى جَعَل فِي قُلُوبهم النِّفَاق الْمُسْتَمِرّ إِلَى الْمَوْت، ﴿نِفَاقٗا فِي قُلُوبِهِمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ يَلۡقَوۡنَهُۥ بِمَآ أَخۡلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ [التوبة: 77]، فَهُم أَخْلَفُوا الله مَا وَعَدُوه لأَنَّهُم عَاهَدُوا الله، وَالنَّذْر عَهْد، عَاهَدُوا الله عز وجل عَلَى أن يتصدَّقوا وَيَكُونُوا مَن الصَّالِحِين وَكَذَبُوا فِي ذَلِك وغدروا فِي الْعَهْد.

وَيَدُل عَلَى كَرَاهَة النَّذْر قَوْله تَعَالَى: ﴿وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَئِنۡ أَمَرۡتَهُمۡ لَيَخۡرُجُنَّۖ قُل لَّا تُقۡسِمُواْۖ طَاعَةٞ مَّعۡرُوفَةٌۚ [النور: 53].

هَذِه نَصِيحَة أوجِّهُهَا لكلِّ إخْوَانِي الْمُسْتَمِعِين، وَأَقُول: إيَّاكم والنذرَ فإنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْه، وأنتم تَعْلَمُون مَا يحصُل بِه مَن المشاقِّ، أَو الْعَذَاب إن أخلفتم مَا وَعُدْتُم الله سبحانه وتعالى.

وَأَمَّا سُؤَال السَّائِل عَن كَوْنه نَذَر أَنْ يصومَ غدًا إِذَا قِدَم فلانٌ وَلَم يقدُم فُلاَن، فَإِنَّه لا يَلْزَمُه الصَّوْم؛ لأنَّه إنَّما نَذَر الصومَ مقيدًا بِقُدُوم فُلاَن غدًا، فلمَّا لَم يقدُم فَقَد تخلَّف الشَّرْط، وَإِذَا تَخَلَّف الشَّرْط تَخَلَّف الْمَشْرُوط، وَلِيس عَلَيْه شَيْء فِي ذَلِك النَّذْر؛ لأنَّه لَم يتمَّ الشَّرْط الَّذِي شَرْطِه لِلُزُومِه.


الشرح