×

وَاَلَّذِي يَنْبَغِي لَنَا أن نتأسَّى بِهِم فِي مِثْل هَذِه الأُْمُور، وَأَن نحرِص عَلَى اغْتِنَام الْمَوَاسِم بِفِعْل الْخَيْر، وَاجْتِنَاب الشرِّ، فإنَّ حَقِيقَة عُمَر الإِْنْسَان مَا أَمْضَاه فِي طَاعَة الله، وَلَهَذَا تَجِد الرَّجُل يَرَى أن كَلّ مَا فَاتَه، أَو سَبَق وَقَّتَه الْحَاضِر مَن الدُّنْيَا كأنَّه لَيْس بِشَيْء؛ كَمَا قَال الله تَعَالَى: ﴿كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَ مَا يُوعَدُونَ لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّن نَّهَارِۢۚ [الأحقاف: 35].

وَأَنْت عِنْد حُضُور أَجْلِك كَحَالِك عِنْد انتباهك الآْن، وَتَذَكُّرُك وتدبُّرِكَ أَي أنَّه إِذَا حلَّ أَجْلِك لَم تجدْ مَعَك مِن دُنْيَاك شيئًا مَرَّت، وكأنَّها أَحْلاَم، وَلَكِن إِذَا كَنَّت قَد اسْتَوْعَبَت هَذِه الأَْوْقَات الثَّمِينَة بِطَاعَة الله فَأَنْت فِي الْحَقِيقَة قَد رَبِحْت، قَال تَعَالَى: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣ [العصر: 1 - 3].

حُكْم مَن أَفْطَر رَمَضَان لِكِبَرِه ثُمّ

مَات وَعَلَيْه دِين

**********

إن أَبِي قَد أَفْطَر فِي رَمَضَان وَعُمْرُه يُنَاهِز السَّبْعِين تقريبًا، عَلَيْه دِين وَلَم يردَّ هَذَا الدّيْن الَّذِي عَلَيْه، وَذَلِك لِمَرَضِه ثُمّ وَفَاتُه. مَا الَّذِي يَجِب أن نَفْعَلُه فِي مِثْل هَذِه الْحَالَة؟

فِي مِثْل هَذِه الْحَال أَي إِذَا أَفْطَر الإِْنْسَان رَمَضَان لِكِبَرِه يَجِب عَلَيْه أن يُطْعِم عَن كَلّ يَوْم مِسْكِينًا، وهكذا كَلّ مَن أَفْطَر لِعُذْر لا يُرجى زَوَالُه كالمريض بِمَرَض لا يُرْجَى زَوَالُه فَإِنَّه يُطْعِم عَن كَلّ يَوْم مسكينًا.

أمَّا مَن أَفْطَر لِمَرَض يُرجَى زوالُه، ولكنَّه استمرَّ مَعَه حتَّى مَات فإنَّه لا شَيْء عَلَيْه، وَأَمَّا مَن أَفْطَر لِمَرَض مرجوِّ الزَّوَال أَو غَيْر مرجوِّ


الشرح