فَأَقُول لِهَذِه السَّائِلَة أَنَّه يَجِب عَلَيْهَا الآْن إِذَا لَم
تَكُن قَد صَامَت الشَّهْر الَّذِي صَادَفَهَا وَهْي حَائِض أن تصومَه الآْن،
وَلِتَبَادُر بِه حَتَّى يزولَ عَنْهَا الإِْثْم.
مَتَى يَبْدَأُ
وُقِّت الإِْفْطَار ومتى يُمْسِك
**********
مَتَى يَبْدَأ
وُقِّت الإِْفْطَار ومتى يُمْسِك الإِْنْسَان عَن الشُّرْب؟
أَمَّا الإِْمْسَاك
عَن الأَْكْل وَالشُرْب فَقَد قَال الله تَعَالَى: ﴿فَٱلۡـَٰٔنَ
بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ
حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ
مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ﴾ [البقرة: 187] فَإِذَا تَبَيَّن الْفَجْر فِي الأُْفُق،
وَالْمُرَاد بِه الْفَجْر الصَّادِق، وَهْو الَّذِي يَكُون مستطيرًا أَي ممتدًا
مَن الشِّمَال إِلَى الْجَنُوب، إِذَا تبيَّن واتَّضح وَجَب الإِْمْسَاك لِقَوْلِه
تَعَالَى: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ
حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ
مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ﴾ [البقرة: 187].
فَإِذَا كَانَت
السَّمَاء صحوًا، وَأَنْت تَرَى الأُْفُق مَن الشَّرقِ، وَلَم يتبيَّن النَّهار،
فَلَك أن تَأْكُل حتَّى يتبيَّن، وَأَمَّا الْغُرُوب فَقَد قَال تَعَالَى: ﴿ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ
إِلَى ٱلَّيۡلِۚ﴾ [البقرة: 187].
وَثَبَت عَن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قَال: «إِذَا
أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى الْمَشْرِقِ وَأَدْبَرَ
النَّهَارُ مِنْ هَاهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى الْمَغْرِبِ وَغَابَتِ الشَّمْسُ
فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» ([1]).
فَإِذَا شاهدتَ قُرْصَ الشَّمْس قَد غَاب فَقَد حلَّ لَك الْفِطْر، وَالأَْفْضَل الْمُبَادَرَة بِالْفِطْر؛ لأَنّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَال فِيْمَا يَرْوِيه عَن ربِّه تعالى:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1853)، مسلم رقم (1100).