هَرِمَة أَو مَرِيضَة
مرضًا لا يُرْجَى بُرْؤُهَا مَن ذَلِك الْمَرَض بِأَنّ كَان مرضًا مزمنًا
فَحِينَئِذ يَجِب عَلَيْهَا الإِْطْعَام عَن كَلّ يَوْم مسكينًا. أَمَّا إِذَا
كَان هَذَا الْمَرَض يُرْجَى زَوَالُه وَيُرْجَى الشِّفَاء مِنْه فَإِن الْحُكْم
يَتَأَخَّر إِلَى أن يَزُول هَذَا الْمَرَض فَتَقْضِي والدتكم الأَْيَّام بِدُون
إطْعَام؛ فَالْمَرِيض لَه حَالَتَان:
الْحَالَة
الأُوْلَى: أن يَكُون مَرَضِه مزمنًا لا يُرجي بُرْؤُه فَهَذَا يَتَعَيَّن عَلَيْه
الإِْطْعَام ولا قَضَاء عَلَيْه.
الْحَالَة
الثَّانِيَة: أن يَكُون مرضًا غَيْر مُزْمِن يُرجَى شِفَاؤُه وزوالُه فَهَذَا يؤخِّر
الْقَضَاء حَتَّى يُشفى ويَقضي ولا شَيْء عَلَيْه غَيْر الْقَضَاء. أَمَّا مَا
ذُكِرْت أَنَّك أُخْرِجَت دَرَاهِم تُرِيدِين بِهَا الإِْطْعَام عَن الأَْيَّام
الَّتِي أفطرتها وَالِدَتَك فَهَذَا تصرُّف غَيْر سُلَيْم؛ لأَنّ الْوَاجِب
الإِْطْعَام بِأَنّ تَشْتَرِي طعامًا وتخرجيه عَن الأَْيَّام كَلّ يَوْم إطْعَام
مِسْكِين نِصْف صَاع مَن قُوت الْبَلَد الْمُعْتَاد فَالْوَاجِب الإِْطْعَام لا
إخْرَاج الدَّرَاهِم لِقَوْلِه تَعَالَى: ﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ
يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ﴾ [البقرة: 184].
فَالْوَاجِبُ الطَّعَام، وَالطَّعَام غَيْر النُّقُود، فَإِخْرَاج الْقَيِّم عَن كَفَّارَة الصِّيَام يُجْزِئ بَل الْوَاجِب وَيَجُوز أن تَخْرُجِي عَن كَلّ يَوْم بِيَوْمِه مفرقًا، وَيَجُوز أن تَجْمَعِي عَدَد الأَْيَّام وتخرجيه دَفْعَة وَاحِدَة يَجُوز أن تَدْفَع هَذِه الْكَفَّارَة لِجَمَاعَة وَيَجُوز أن تَدْفَع لِشَخْص وَاحِد مُجْتَمِعَة وَمُتَفَرِّقَة.