هذه
الثلاثة الكتب هي أعظم كتب الله عز وجل، وذَكَر التوراة والإنجيل خاصة؛ لأن الكلام
في المجادلة مع اليهود والنصارى، والتوراة كتاب اليهود والإنجيل كتاب النصارى.
فليس إنزال القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم بغريب؛ لأن الله أنزل التوراة على
موسى عليه السلام، وأنزل الإنجيل على عيسى عليه السلام، فذلك سُنة إلهية ماضية،
فلا وجه لإنكار القرآن.
كيف
تنكرون القرآن، وأنتم تعلمون أن الله أنزل التوراة على موسى عليه السلام، وتعلمون
أن الله أنزل الإنجيل على عيسى عليه السلام، فكيف تنكرون إنزال القرآن على محمد
صلى الله عليه وسلم وأنتم تعلمون أن القرآن حق؟!
لكن
الحسد والكِبْر هما اللذان حملا اليهود والنصارى على الكفر بالقرآن وبرسول الله
صلى الله عليه وسلم.
ولهذا
لما قالوا: {مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٖ مِّن شَيۡءٖۗ﴾ [الأنعام: 91] قال الله: {قُلۡ مَنۡ أَنزَلَ ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِۦ
مُوسَىٰ نُورٗا وَهُدٗى لِّلنَّاسِۖ تَجۡعَلُونَهُۥ قَرَاطِيسَ تُبۡدُونَهَا
وَتُخۡفُونَ كَثِيرٗاۖ وَعُلِّمۡتُم مَّا لَمۡ تَعۡلَمُوٓاْ أَنتُمۡ وَلَآ
ءَابَآؤُكُمۡۖ قُلِ ٱللَّهُۖ﴾
[الأنعام: 91].
فالذي
أنزل التوراة وأنزل الإنجيل هو الذي أنزل القرآن، وهذه سُنة الله جل وعلا.
{وَهُدٗى لِّلنَّاسِۖ﴾
[الأنعام: 91] التوراة والإنجيل فيهما هدى للناس في وقتهما. فلما جاء القرآن صار
موافقًا أو ناسخًا لما سبق، وصار هو الهدى إلى أن تقوم الساعة.
{نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ﴾
[الفرقان: 1] الفرقان: هو الفصل بين الحق والباطل، والتفريق بين الهدى
والضلال، والكفر والإيمان.
والفرقان من أسماء القرآن، قال تعالى: {تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان: 1].