×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

{إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَخۡفَىٰ عَلَيۡهِ شَيۡءٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ فهو يعلم ما في السموات ويعلم ما في الأرض، لا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى، فلا يَظن الذين يُكذِّبون بآيات الله ويكفرون بها ويستهزئون بها، لا يظنوا أن الله لا يعلم حالهم ولا يطلع عليهم، بل هو رقيب عليهم.

والسماء: ما علا وارتفع. وتطلق السماء على السموات المبنية وهي السبع الطباق. وتطلق ويراد بها ما علا وارتفع.

والله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، ولا فيما بين السماء والأرض، ولا في البراري، ولا في البحار والقفار، يعلم سبحانه وتعالى ما كان وما يكون، وعِلْمه محيط بكل شيء.

ومهما حاولت أن تستر أفعالك أو تصرفاتك عن الله جل وعلا وتكون في أي مكان، فإن الله يعلم ذلك، كله عنده سواء، القريب والبعيد، ولا يمنع علمه شيء. {وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةٖ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبٖ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ [الأنعام: 59].

فعلى المسلم أن يخاف من الله، وأن يراقب الله جل وعلا؛ لأنه لا يخفى عليه، سواء كان مع الناس أو كان مختفيًا وحده، فإن الله يعلم جميع أحواله.

{هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ كَيۡفَ يَشَآءُۚ [آل عمران: 6] أي: يخلقكم في أرحام أمهاتكم، فهو{يَخۡلُقُكُمۡ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ خَلۡقٗا مِّنۢ بَعۡدِ خَلۡقٖ فِي ظُلُمَٰتٖ ثَلَٰثٖۚ [الزمر: 6]، يَطَّلِع على الأجنة في البطون ويعلم أحوالها، فكيف لا يعلم المولود والإنسان على وجه الأرض؟!

{هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ كَيۡفَ يَشَآءُۚ [آل عمران: 6] فيخلق النطفة كيف يريد، كاملة أو ناقصة، أو شقية أو سعيدة، أو مؤمنة أو كافرة،


الشرح