أن يحولوا النطفة إلى
علقة، والعلقة إلى مضغة، والمضغة إلى عظام، ثم يكسوا العظام باللحم، ما يقدرون على
هذا، هذا من خلق الله!!
ثم
ينفخ الروح فيها فتكون حية في الطور الرابع، بأن يرسل إليه المَلَك فينفخ فيه
الروح فيتحرك!! مَن الذي يتولى هذا وينظمه؟ هو الله جل وعلا.
كيف
تكفرون بالله وتعاندون الله وتخاصمون الله عز وجل، وهو القادر على كل شيء، الذي
خلقكم ورقاكم وطَوَّركم؟! كيف تعصونه وتكفرون به سبحانه وتعالى ؟!
{لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ﴾
[آل عمران: 6] هذه هي النتيجة، وهي أن الذي قَدَر على هذه الأشياء هو المستحق
للعبادة!! فالأصنام والأوثان والأولياء والصالحون والموتى الذين يدعونهم من دون
الله عز وجل؛ لا يستحقون العبادة؛ لأنهم لا يَقدرون على شيء، وإنما العبادة للقادر
على كل شيء الخالق الرازق المحيي المميت المُدبِّر، هو الذي يستحق العبادة.
{ٱلۡعَزِيزُ﴾
[آل عمران: 6]: القوي الذي لا يُغالَب ولا يُقهَر سبحانه وتعالى.
{ٱلۡحَكِيمُ﴾
[آل عمران: 6]: الحكيم: بمعنى ذي الحكمة، أي: الذي يضع الأمور في مواضعها
اللائقة بها، ولا يضع شيئًا في غير موضعه اللائق. والحكيم: بمعنى المُحْكِم
للأشياء المُتقِن لها سبحانه وتعالى، {مَّا تَرَىٰ
فِي خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَٰنِ مِن تَفَٰوُتٖۖ﴾
[الملك: 3]، هذا هو الحكيم سبحانه وتعالى: ذو الحكمة، والمُحْكِم للأشياء المُتقِن
لها.
فهذه الآيات من مطلع هذه السورة فيها تقرير التوحيد بأنواعه: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.