وقوله
سبحانه: {ٱللَّهُ لَآ
إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُ﴾
[آل عمران: 2] أي: لا معبود بحقٍّ سواه، وكل ما عُبِد من دونه فهو باطل؛ لأن هناك
معبودات كثيرة لكنها بالباطل، والمعبود بالحق هو الله جل وعلا، كما قال تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا
يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ﴾ [الحج: 62]. {لَآ إِلَٰهَ
إِلَّا هُوَ﴾ [آل عمران: 2]
وليس
معنى: {لَآ إِلَٰهَ
إِلَّا هُوَ﴾ [آل عمران: 2] أي: لا معبود
إلا الله عز وجل؛ لأن هناك معبودات كثيرة غير الله سبحانه وتعالى.
وإنما
المعنى: المعبود بحق هو الله عز وجل. فإذا قلت: «بحق» صح المعنى
وبَطَل كل ما يُعْبَد من دون الله عز وجل.
وبعضهم
يقول: معنى{لَآ إِلَٰهَ
إِلَّا هُوَ﴾ أي: «لا موجود إلا الله»
وهذا أشد ضلالة من الذي قبله؛ لأن هذا مذهب أهل وحدة الوجود، وهناك آلهة موجودة
غير الله تُعبد من دون الله ولا تزال. فهذا إنكار لشيء موجود، فلابد أن تُقيَّد
بهذا القيد: «لا إله بحقٍّ إلا الله سبحانه وتعالى ». ويكون هذا مُقدَّرًا في
الكلام.
{لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ﴾
[آل عمران: 2] فالإله معناه المعبود، من الإلهية وهي العبادة، و«أَلَه» معناه «عبد»،
و«الوَلَه» معناه الحب. والمؤمنون يحبون الله ويعبدونه سبحانه وتعالى.
{ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُ﴾
[آل عمران: 2] ذَكَر اسمين من أسمائه سبحانه وتعالى.
و{ٱلۡحَيُّ﴾: هو الذي له الحياة الكاملة التي لا يعتريها سِنة ولا نوم ولا موت. وحياته دائمة وكاملة لا يعتريها نقص. الإنسان حي والحيوانات حية، لكنها تموت، لكنها تنام. فالله جل وعلا حياته كاملة