لا
تنقطع، فهو الحي الذي لا يموت. وفي الآية الأخرى: {وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُ﴾ [الفرقان: 58]، ولا يعتريها نوم أو نُعَاس {لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ﴾ [البقرة: 255]، السِّنة: النُّعاس. والنوم:
هو النوم المستغرق؛ لأن هذا نقص في الحياة، ولا يليق بالله سبحانه وتعالى. فهو
الحي الذي له الحياة الكاملة التي لا يعتريها نقص ولا زوال.
{ٱلۡقَيُّومُ﴾
[آل عمران: 2] أي: القائم بنفسه فلا يحتاج إلى غيره، القائم على عباده فيما
يحتاجون إليه من الحفظ والصحة والرزق والإحياء والإماتة وشفاء المرضى، فهو قائم
على عباده سبحانه وتعالى بكل ما يحتاجون إليه، {أَفَمَنۡ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفۡسِۢ بِمَا
كَسَبَتۡۗ﴾ [الرعد: 33]، فالله:
هو المتكفل. فالقيوم: هو المتكفل بشئون مخلوقاته سبحانه وتعالى، يدبرها
ويرزقها ويُمدها. فهو قائم بجميع حوائج خلقه سبحانه وتعالى. فـ«قَيُّوم» صيغة
مبالغة مِن «قام يقوم».
وقرئ:
«القَيَّام». و«القَيَّام» بمعنى «القيوم» كلاهما سواء، وكلاهما صيغتا مبالغة.
قال
العلماء: كل صفات الذات ترجع إلى الحي، فهو الحي القادر السميع
البصير. وكل صفات الأفعال ترجع إلى القيوم.
الله
جل وعلا له صفات ذاتية وله صفات فعلية:
الصفات
الذاتية: هي القائمة بالذات؛ مثل: السمع والبصر والعلم والقدرة
والإرادة.
والصفات الفعلية: هي الأفعال التي يفعلها متى شاء؛ مثل: الخلق والرزق والإحياء والإماتة والتدبير والمشيئة... وغير ذلك.