×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

لا تنقطع، فهو الحي الذي لا يموت. وفي الآية الأخرى: {وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُ [الفرقان: 58]، ولا يعتريها نوم أو نُعَاس {لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ [البقرة: 255]، السِّنة: النُّعاس. والنوم: هو النوم المستغرق؛ لأن هذا نقص في الحياة، ولا يليق بالله سبحانه وتعالى. فهو الحي الذي له الحياة الكاملة التي لا يعتريها نقص ولا زوال.

{ٱلۡقَيُّومُ [آل عمران: 2] أي: القائم بنفسه فلا يحتاج إلى غيره، القائم على عباده فيما يحتاجون إليه من الحفظ والصحة والرزق والإحياء والإماتة وشفاء المرضى، فهو قائم على عباده سبحانه وتعالى بكل ما يحتاجون إليه، {أَفَمَنۡ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفۡسِۢ بِمَا كَسَبَتۡۗ [الرعد: 33]، فالله: هو المتكفل. فالقيوم: هو المتكفل بشئون مخلوقاته سبحانه وتعالى، يدبرها ويرزقها ويُمدها. فهو قائم بجميع حوائج خلقه سبحانه وتعالى. فـ«قَيُّوم» صيغة مبالغة مِن «قام يقوم».

وقرئ: «القَيَّام». و«القَيَّام» بمعنى «القيوم» كلاهما سواء، وكلاهما صيغتا مبالغة.

قال العلماء: كل صفات الذات ترجع إلى الحي، فهو الحي القادر السميع البصير. وكل صفات الأفعال ترجع إلى القيوم.

الله جل وعلا له صفات ذاتية وله صفات فعلية:

الصفات الذاتية: هي القائمة بالذات؛ مثل: السمع والبصر والعلم والقدرة والإرادة.

والصفات الفعلية: هي الأفعال التي يفعلها متى شاء؛ مثل: الخلق والرزق والإحياء والإماتة والتدبير والمشيئة... وغير ذلك.


الشرح