×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

 فلابد من معرفة هذه القواعد وهذه الضوابط التي بواسطتها يستطيع الإنسان أن يفهم القرآن على الوجه الصحيح.

ثم قال تعالى: {وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ [آل عمران: 7] وبعض القراء يقف على قوله: {وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ [آل عمران: 7]. فيقرأ هكذا: {وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ [آل عمران: 7] وبعضهم يقف على لفظ الجلالة: {وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ [آل عمران: 7]، والوقفان كل منهما صحيح، الذي يقف على لفظ الجلالة وقفه صحيح، {وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُُۗ [آل عمران: 7]، والفريق الثاني يصل ويقول: {وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ [آل عمران: 7].

والتأويل جاء في كتاب الله وفي سنَّة رسول الله على معنيين:

المعنى الأول: التأويل بمعنى التفسير.

والمعنى الثاني: التأويل بمعنى ما يَؤُول إليه الشيء في المستقبل؛ مثل رؤيا يوسف عليه السلام، فإنه رأى في أول عمره رؤيا؛ {إِنِّي رَأَيۡتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوۡكَبٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ رَأَيۡتُهُمۡ لِي سَٰجِدِينَ [يوسف: 4]، ووقع تأويل هذه الرؤيا في آخر عمره.

فالتأويل يراد به التفسير والتوضيح، وهذا يعلمه العلماء. ويراد به المآل في المستقبل، وهذا لا يعلمه إلا الله جل وعلا.

فإذا أريد بالتأويل المآل في المستقبل فهذا لا يعلمه إلا الله؛ فيكون الوقف على لفظ الجلالة، {وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُُۗ [آل عمران: 7].

وإذا أريد بالتأويل التفسير؛ فإنه يوصل الكلام، فتقرأ الآية: {وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ [آل عمران: 7]. يعني: أنهم يعلمون تأويله، أي: تفسيره، فالقرآن لا يعلم تفسيره إلا الله والراسخون في


الشرح