×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

فليحذر المسلمون من هذين الصنفين المتعالمين وإن كانوا لا يريدون شرًّا، لكن الجهل داء قاتل.

ويقولون: نحن نستدل بالقرآن، ونستدل بالحديث!!

وهم لا يفهمون أصول الحديث ومصطلح الحديث ولا قواعد التحديث، ولا يفهمون علوم القرآن وأصول التفسير؛ ويخبطون خبط عشواء، إنما يعتمدون على مكتباتهم وعلى أوراقهم، ولم يأخذوا العلم عن العلماء الراسخين في العلم.

وما أكثرَ هؤلاء الآن! الذين يتكلمون في الفضائيات وفي الإذاعات وفي الصحف والمجلات ويحللون ويحرمون، ويعتمدون على المتشابه من الآيات والأحاديث ولا يَرُدونها إلى المحكمات، نسأل الله العافية.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة رضي الله عنها: «إِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ» ([1])، أي: الذين سَمَّى الله في قوله: {فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ [آل عمران: 7] «فَاحْذَرُوهُمْ»، لا يَغُرُّوكم بصنيعهم هذا.

{وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ [آل عمران: 7] أي: يطلبون تفسيره ولا يطلبونه بالطريق الصحيح، وإنما يريدون تأويله بالطريقة الزائغة الضالة، يحرفون الكلم عن مواضعه، ويفسرون القرآن والأحاديث على حَسَب أهوائهم.

والمتشابه ما يظهر تفسيره إلا برَدِّه إلى أُمِّه وهو المحكم من الآيات والأحاديث، فالأحاديث أيضًا فيها محكم وفيها متشابه.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4547)، ومسلم رقم (2665).