×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ [المائدة: 90] والآن تم الاستدلال بالقرآن. أما الذي يأخذ ما في سورة البقرة أو سورة النساء ويقول: الخمر حلال إلا في وقت الصلاة. نقول له: هذا الحكم ليس في القرآن؛ لأنه نُسِخ معناه وبقي لفظه.

وأهل الزيغ يأخذون الآيات المنسوخة، ويقولون: هذا قرآن. ويأخذون الآيات المطلقة ويتركون القيد الذي يقيدها، ويأخذون الآيات العامة ويتركون الآيات المخصصة، ويقولون: نحن نستدل بالقرآن.

وهذا العمل إما نتيجة جهل وتعالم، وإما نتيجة زيغ. والتعالم ليس علمًا؛ ولهذا قال: {وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ [آل عمران: 7]. والمتعالمون ليسوا راسخين في العلم، فهم متعالمون جهال.

فالتفسير له أصول، لابد لطالب العلم أن يقرأ هذه الأصول ويفهمها من أجل أن يفهم التفسير على الوجه الصحيح، لا يفسر القرآن في محاضرته في درسه بدون أن يكون على علم بقواعد التفسير وأصول التفسير، فالأمور لها ضوابط.

وما كل مَن فتح الكتاب وصار يقرأ فيه يكون عالمًا، لو كان كذلك استراح الناس من عناء الطلب والسفر والمشقة بطلب العلم! فيشتري له مكتبة وينظمها ويجلس فيها ويقرأ ويطلع ويفسر القرآن!!

{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ [آل عمران: 7] فيأخذون المحتمل الذي يحتمل عدة معانٍ {ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ [آل عمران: 7] من أجل أن يخدعوا الناس. ويقولون: نحن نستدل بالقرآن!! فيفتنون الناس.

نقول: هذا لا يخلو إما أن يكون جاهلاً متعالمًا، وإما أن يكون زائغًا يريد إضلال الناس ويريد فتنة الناس وصرفهم عن الحق بأدلة متشابهة ويترك الأدلة المحكمة.


الشرح