أو
بعَشْر سور من مثله أو بسورة من مثله، فعجزوا كلهم، قال تعالى: {قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ
ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا
يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا﴾ [الإسراء: 88]، وهذا مما يدل على أنه كلام الله؛ لأنه
لو كان من كلام المخلوق لاستطاع الناس والجن أن يأتوا بمثله، لكنه كلام الله جل
وعلا، ولا أحد يستطيع أن يأتي بمثل كلام الله أو بمثل شيء منه. فهو المعجزة
الخالدة الباقية والبرهان القاطع على رسالة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم.
{مِنۡهُ
ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ﴾
[آل عمران: 7] أي: بعضه آيات محكمات، {وَأُخَرُ﴾
[آل عمران: 7] أي: آيات أخرى {مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ﴾
[آل عمران: 7].
والآيات
المحكمات: هي التي لا تحتاج في تفسيرها إلى شيء آخر يبيِّنها،
وإنما هي واضحة في نفسها؛ مثل: {حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ﴾ [المائدة: 3]، {وَأَحَلَّ ٱللَّهُ
ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ﴾
[البقرة: 275]، {أُحِلَّ لَكُمۡ صَيۡدُ ٱلۡبَحۡرِ وَطَعَامُهُۥ﴾ [المائدة: 96]، وهكذا، هذه محكمات لا تحتمل غير معنى
واحد.
وهذه
الآيات المحكمات {هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ﴾
[آل عمران: 7] والأم: هي التي يرجع إليه الشيء، فهنَّ أم الكتاب، بمعنى أن الآيات
المتشابهات تُرَد إليها.
والمتشابهات: هن الآيات اللاتي يحتملن أكثر من معنى، وألفاظها تحتمل. فهذه هي المتشابهات، ولا يظهر تفسيرها من لفظها، فلابد أن تُرَد إلى المحكمات لتبينها وتوضحها؛ وذلك مثل المُطْلَق والمُقيَّد، والمُجمَل والمُبيَّن، والخاص والعامّ، والناسخ والمنسوخ.