×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

 ولا يَدخل في الاستدلال بالقرآن إلا أهل العلم وأهل الرسوخ في العلم، الذين يعرفون كيف يستدلون بالقرآن.

وعلى سبيل المثال: الله أخبر أن المسيح كلمة من الله وروح منه، أي: من الله.

يأتي النصراني ويقول: المسيح ابن الله؛ لأنه روح الله وكلمة منه، فهو ابن الله جل وعلا أو هو الله. كما يقولون. ويقولون: هذا عندكم في القرآن، {وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ وَرُوحٞ مِّنۡهُۖ [النساء: 171]، ففي القرآن أن المسيح ابن الله؛ لأن الله قال: {وَرُوحٞ مِّنۡهُۖ.

والرد عليهم في الآية الأخرى في قوله: {إِنۡ هُوَ إِلَّا عَبۡدٌ أَنۡعَمۡنَا عَلَيۡهِ وَجَعَلۡنَٰهُ مَثَلٗا لِّبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ [الزخرف: 59].

وفي قوله: {إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا [مريم: 30]، فهو عبد الله وليس هو من الله أو جزءًا من الله.

والقرآن يفسِّر بعضه بعضًا، لماذا تأخذون الآية المتشابهة وتتركون الآية المحكمة الواضحة التي تدل على أن المسيح عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم؟!

والله جل وعلا قال: {وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجٗا وَصِيَّةٗ لِّأَزۡوَٰجِهِم مَّتَٰعًا إِلَى ٱلۡحَوۡلِ [البقرة: 240] فالآية تدل على أن عدَّة المتوفى عنها سنة كاملة.

فلو جاءك مَن يقول: عدة المتوفَّى عنها سنة، والدليل قوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجٗا وَصِيَّةٗ لِّأَزۡوَٰجِهِم مَّتَٰعًا إِلَى ٱلۡحَوۡلِ غَيۡرَ إِخۡرَاجٖۚ [البقرة: 240].

نقول: هذه الآية منسوخة بالآية التي قبلها: {وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ


الشرح