وَمَآ
أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةٗ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ
خَيۡرٗا مِّنۡهَا مُنقَلَبٗا ٣٦﴾
[الكهف: 35، 36]، يحكم لنفسه بالنجاة في الآخرة قياسًا على أنه في الدنيا كانت له
هذه الجنة وهذه الأنهار وهذه الثمار، والله جل وعلا رد هذه النظرية.
فدلَّ
على: أن النظرية التي عند الناس والمقاييس التي عند الناس،
أنهم يقيسون سعادة الإنسان وشقاوته بما هو عليه في هذه الدنيا: فإن كان له أموال
وأولاد فهذا دليل على سعادته في الدنيا والآخرة. وإن كان فقيرًا وليس له أموال
فهذا دليل على شقاوته في الدنيا والآخرة.
وهذا
من عكس الموازين والقياس الباطل، فكم من فقير ليس له أموال
ولا أولاد، لكنه عزيز عند الله سبحانه وتعالى، ويكون في الآخرة في أعلى الجنات،
وإن كان في الدنيا محتقرًا وفقيرًا، لكنه لما كان على عمل صالح وعلى عقيدة سليمة؛
صار في الآخرة في أعلى الدرجات، ولم يضره أنه فقير في الدنيا أو أنه ليس له أولاد
في الدنيا، لم يضره هذا.
لعمرك ما السعادة جَمْع
مال |
|
ولكنَّ التقي هو السعيدُ |
وتقوى الله خير الزاد
ذخرًا |
|
وعند الله للأتقى مزيدُ |
فالله
جل وعلا يقول: {إِنَّ
أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ﴾ [الحجرات: 13].
فمقياس السعادة والشقاوة هو تقوى الله عز وجل، ولا يضر الإنسان أنه فقير أو أنه محتقر في هذه الدنيا أو أنه ليس له أولاد في هذه الدنيا، أو ليس له أبهة عند الناس ومكانة عند الناس. مادام أنه يتعامل مع الله جل وعلا بالتقوى والعمل الصالح، فإنه هو العزيز عند الله، وهو السعيد عند الله سبحانه وتعالى.