مِثْل
الذين من قبلهم كَذَّبوا بالكتب السابقة؛ كالتوراة والإنجيل والزبور وغير ذلك من
الكتب الإلهية.
{فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ﴾ [آل عمران: 11] يعني: أهلكهم سبحانه وتعالى، {بِذُنُوبِهِمۡۗ﴾ [آل عمران: 11] يعني: بسبب ذنوبهم، {وَٱللَّهُ
شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [آل
عمران: 11] عقابه لا يوصف لشدته وقوته ودوامه، ليس كعقاب الملوك والسلاطين وجبابرة
الأرض كفرعون وهامان وقارون.
ثم
إن الله أمر نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يخاطب الكفار الذين في عهده من
كفار قريش وغيرهم من كفار العرب، الذين قابلوه بالكفر وإنكار رسالته، أمره أن
يُذكرهم بوقعة بدر، فإنها مثال على أن الكفار لا تنفعهم أموالهم ولا أولادهم.
قال
تعالى: {قَدۡ كَانَ لَكُمۡ ءَايَةٞ﴾
[آل عمران: 13]، أي: علامة على أن الكافر لا تنفعه قوته ولا بطشه ولا جبروته ولا
ماله، فقد كانت قريش في مكة هي سيدة العرب، لها المكانة العظمى عند العرب، ولها
المنزلة الرفيعة عند العرب؛ لقربها من بيت الله سبحانه وتعالى، ولأنهم من ذرية
إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما الصلاة والسلام، فكانت لهم مكانة وعزة عند الناس
عامة وعند العرب خاصة، ولم ينفعهم هذا.
{قَدۡ كَانَ
لَكُمۡ ءَايَةٞ﴾أي: علامة على قدرة الله
سبحانه وتعالى، وأن الأُبهة والمال والأولاد إذا كانت على الكفر فإنها لا تنفع ولا
تدفع عن صاحبها، لا في الدنيا ولا في الآخرة.
{فِي فِئَتَيۡنِ﴾ [آل عمران: 13] طائفتين من الناس: المؤمنين والكفار، طائفة المؤمنين بقيادة محمد صلى الله عليه وسلم، وطائفة الكفار بقيادة أبي جهل وصناديد قريش الذين هم أعزُّ العرب وأقوى العرب.