{ٱلۡتَقَتَاۖ﴾ [آل عمران: 13] في بدر، وهو المكان المعروف بين مكة
والمدينة.
لكن
فئة تقاتل في سبيل الله وهم فئة المؤمنين بقيادة محمد صلى الله عليه وسلم، وكانوا
ثلاثمائة وبضعة عَشَر، وليس معهم سلاح يكافئ سلاح الكفار، ولا خيل ولا قوة تقابل قوة
الكفار. فالكفار كانوا أكثر من ألف بسلاحهم وعَتَادهم ورجالهم وأموالهم، لكن لم
تنفعهم قوتهم أمام قوة الحق، فالفئة القليلة غلبت الفئة الكثيرة بإذن الله عز وجل.
وقصة
بدر ذكرها الله في سورة الأنفال مفصَّلة، وذَكَرها في هذه السورة في موضعين:
أحدهما: هذا الموضع. والموضع الثاني: في قوله تعالى: {وَلَقَدۡ
نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرٖ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةٞۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾
[آل عمران: 123].
وحاصل
القصة: أن الكفار لما أخرجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه من مكة، وسلبوهم أموالهم وأخرجوهم بدون شيء وليس معهم أموال؛ ذهبوا
مهاجرين فارِّين بدينهم من أذى الكفار إلى المدينة عند إخوانهم الأنصار، فآوَوهم
ونصروهم، رضي الله عنهم، وقد تركوا ذلك كله لله سبحانه وتعالى، خرجوا مهاجرين إلى
إخوانهم الأنصار في المدينة.
فرأى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعوض المسلمين من أموال الكفار؛ من باب القِصاص،
فكما أن الكفار أخذوا أموال المسلمين فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يأخذ
القافلة التي فيها أموال الكفار؛ ليتوسع بها المسلمون وتكون عِوَضًا عما فقدوه.
وكانت القافلة بقيادة أبي سفيان بن حرب، وكان إذ ذاك على الكفر، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه بثلاثمائة وبضعة عَشَر ليأخذ هذه القافلة عوضًا عما أخذه الكفار من أموال المسلمين.