والله
جل وعلا قال: {ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ
زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَٱلۡبَٰقِيَٰتُ ٱلصَّٰلِحَٰتُ خَيۡرٌ عِندَ
رَبِّكَ ثَوَابٗا وَخَيۡرٌ أَمَلٗا﴾
[الكهف: 46].
فالأموال
والأولاد متعة في هذه الدنيا وزينة في هذه الدنيا. وقد يعطي الله المال والأولاد
مَن هو عدو له ليستدرجه بذلك؛ كما قال جل وعلا: {وَلَا
تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَأَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن
يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ﴾ [التوبة: 85]. فالله أعطاهم الأموال والأولاد ليستدرجهم
بها ويشغلهم بها في هذه الدنيا.
ولهذا
قال جل وعلا مناديًا للمؤمنين: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ
وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [المنافقون: 9]. فالذي يتلهى بماله وبأولاده عن العمل
الصالح وعن العمل للآخرة؛ هذا هو الخاسر يوم القيامة. فإنها {لَن تُغۡنِيَ
عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم﴾
[آل عمران: 10] حتى لو أن أحدًا منهم جاء بملء الأرض ذهبًا ليفتدي نفسه من النار؛
لم يُقبَل منه ذلك، لا يُقبَل منهم فدية مهما كثرت؛ فـ {لَن تُغۡنِيَ
عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡٔٗاۖ﴾ [آل عمران: 10] كأنها غير موجودة.
فيوم
القيامة لا ينفع فيه إلا العمل الصالح، {إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا﴾ [سبأ: 37].
فإذا مَنَّ الله على العبد بالمال والأولاد الصالحين، مَنَّ الله عليه بالمال الطيب والأولاد الصالحين، ولكنه مع ذلك لم ينسَ ذكر الله ولم يَلْهُ عن ذكر الله؛ فهذا جَمَع الله له بين خيري الدنيا والآخرة. وقد يكون ماله قربة له عند الله، يتصدق منه ويزكِّي وينفع وينفق في سبيل الله. والأولاد الصالحون يعينونه على طاعة الله، وإذا مات يَدْعون له،