كما قال صلى الله عليه
وسلم: «إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَث:
صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو
لَهُ» ([1]).
فليس معنى الآية أننا نترك الأموال والأولاد، ولكن معناها أننا لا نلهو بالأموال
والأولاد عن ذكر الله سبحانه وتعالى، وكذلك علينا أن نربي الأولاد على طاعة الله
عز وجل وأن نخلِّص الأموال من الربا ومن الحرام والمكاسب الخبيثة، وأن ننفق في
طاعة الله سبحانه وتعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «نِعْمَ الْمَال
الصَّالِح لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ» ([2]).
أما
مع الكفر فإن الأموال والأولاد لا تنفع يوم القيامة. أما مع الإيمان فإذا وُفق
الإنسان لاستعمال الأموال في طاعة الله ووُفق لتربية الأولاد على طاعة الله؛ فإنها
تكون خيرًا له في الدنيا والآخرة.
ثم
قال جل وعلا: {وَأُوْلَٰٓئِكَ﴾
[آل عمران: 10] أي: هؤلاء، {هُمۡ وَقُودُ ٱلنَّارِ﴾
[آل عمران: 10] حطبها. الوقود -بفتح الواو- ما تُوقَد به النار من الحطب ونحوه.
وأما الوُقود -بضم الواو- فهو الاشتعال واللهب.
فهم
تشتعل النار في أجسامهم مع الحجارة، كما قال جل وعلا: {فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ
ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ﴾
[البقرة: 24]، وقال: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ
وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ﴾
[التحريم: 6].
فالكفار تشتعل النار في أجسامهم، والحجارة هي حجارة الكِبريت أو حجارة الأصنام، قال تعالى: {إِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمۡ لَهَا وَٰرِدُونَ ٩٨ لَوۡ كَانَ هَٰٓؤُلَآءِ ءَالِهَةٗ مَّا وَرَدُوهَاۖ وَكُلّٞ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٩٩﴾ [الأنبياء: 98، 99].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).