×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

وليس ذلك في يوم أو في ساعة، لا، بل إنها باقية وهم باقون فيها، تشتعل فيهم دائمًا وأبدًا لا نهاية لها. وذلك بسبب كفرهم بالله عز وجل.

فالله خَلَق النار للكافرين وأعدها للكافرين، فقال تعالى: {أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ [البقرة: 24] والجنة {أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ [آل عمران: 133] فليس هناك دار ثالثة.

فانظر أين تصير ما دمت على قيد الحياة، واعمل عمل أهل الجنة، {وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورٗا [الإسراء: 19]، فالله أَمَرك بالعمل الصالح ويَسَّره لك وأعانك عليه، فإذا ضيعت الفرصة ولم تعمل، أو عملت عملاً وأفسدته بالمفسدات؛ فلا تلومنَّ إلا نفسك، فالله أقام الحجة على عباده وبَيَّن لهم سبحانه طريق الجنة وبَيَّن لهم طريق النار.

فعليك أن تختار طريق الجنة، وطريق الجنة فيه مصاعب ومشاق لابد أن تصبر عليها. وطريق النار فيه ملذات وشهوات فإياك أن تغتر بها. قال صلى الله عليه وسلم: «حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ» ([1]).

فإذا كنت تريد الجنة فعليك بالعمل الصالح والصبر على المشاق، فالجنة لا تُنال إلا بعمل صالح؛ من توحيد، وصلاة، وزكاة، وصيام، وحجٍّ وجهاد في سبيل الله، وصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى. هذا هو طريق الجنة، وهو طريق مرتفع، والارتفاع فيه مشقة على الناس. أما طريق النار فهو طريق منحدر سهل على الناس.

ثم قال سبحانه وتعالى: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ [آل عمران: 12]. أي: قل أيها الرسول، وبَلِّغ الذين كفروا.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم برقم (2822).