النوع
الثاني: نفس لوامة، قال تعالى: {وَلَآ
أُقۡسِمُ بِٱلنَّفۡسِ ٱللَّوَّامَةِ﴾
[القيامة: 2] واللوامة أحسن من الأمَّارة بالسوء؛ لأنها تلوم صاحبها، إذا وقع في
المعصية تلومه وتوبخه، فتحمله على التوبة إلى الله.
النوع
الثالث: النفس المطمئنة، وهي التي لا تهم بمعصية ولا تكسل
عن طاعة، فهي نفس مطمئنة. وهذه أعلى أنواع النفوس.
فالنفس
لها شأن عظيم، وعلى صاحبها أن يراعيها، وأن يروِّضها على طاعة الله، ويصبِّرها على
طاعة الله، ويكفَّها عن محارم الله؛ وإلا فإنها تقوده إلى الهلاك.
النوع
الثالث من أنواع الصبر: الصبر على أقدار الله المؤلمة،
الله جل وعلا قَدَّر المقادير، ولا بد من وقوع ما قَدَّره سبحانه من الخير والشر،
ومن المحبوب والمكروه، والشيء المستلذ والشيء المكروه، كله في أقدار الله سبحانه
وتعالى.
فعلى
المسلم أن يحمد الله عندما يحصل له شيء من المحبوبات ومن النعم المباحة. وإذا
أصابه ما يكره فإنه يصبر ولا يجزع؛ قال تعالى: {وَلَنَبۡلُوَنَّكُم
بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ
وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا
لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ١٥٦
أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ ١٥٧﴾ [البقرة: 155-157].
فالمسلم يصبر عند المصائب؛ لأنها من الله جل وعلا، فيرضى ويُسَلِّم، {إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ وَيَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [يوسف: 90]، {مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ﴾ [التغابن: 11] أي: بقضائه وقدره. قال علقمة في معنى الآية: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من الله فيرضى ويُسلِّم.