فأنت
إذا جَزِعت هل تخرج من المصيبة؟ لا، فتحصل عليك المصيبة وتخسر الأجر. أما إذا صبرت
فإنه يُكتب لك أجر في الصبر ويعوِّضك الله خيرًا منها.
والصبر
على أقدار الله المؤلمة ثلاثة أنواع:
كفُّ
النفس عن الجزع.
وكفُّ
اللسان عن التشكِّي لغير الله.
وكفُّ
اليد عن لطم الخدود وشق الجيوب ودعوى الجاهلية.كما في الحديث. فهذا هو الصبر عند
المصائب.
الصفة
الثانية: {وَٱلصَّٰدِقِينَ﴾
[آل عمران: 17] والصدق: هو ضد الكذب.
ويكون
الصدق مع الله جل وعلا بأن: تَصْدق مع الله في عبادتك، وتتجنب
ما حرمه عليك، وتؤدي ما أوجبه الله عليك، وتُوفِّي بعهد الله إذا عاهدتَ. فتَصْدق
مع الله أولاً فيما بينك وبين الله سبحانه وتعالى.
وكذلك
الصدق مع الناس بأن تَصْدق إذا حدثتهم ولا تكذب عليهم، كما يفعل المنافق؛ «إِذَا
حَدَّثَ كَذَبَ» ([1])،
ولا تُحَدِّث بكل ما تسمع، إنما تُحَدِّث بما ثَبَت وفي الإخبار به مصلحة، فالصدق
في الحديث مع الناس من الإيمان.
وكذلك الصدق في المعاملة مع الناس: في البيع والشراء والعقود، {وَٱلصَّٰدِقِينَ﴾ [آل عمران: 17]، فتوفي بالعقود، عقد البيع وعقد الإجارة وسائر العقود، يجب عليك بالوفاء بها.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (33)، ومسلم رقم (59).