وكذلك
الصدق مع الناس في عدم الغش والخيانة في السلع، بأن تجحد ما في السلع من العيوب
وترفع قيمتها عليهم رفعًا مفتعلاً لا حقيقة له، فهذا لا يجوز، بل تخبر بالواقع،
هذا من الصدق في المعاملة.
وكذلك
الصدق في العمل الوظيفي، إذا توليت وظيفة فإنك تؤدي العمل
بصدق ووفاء، ولا تُنقص شيئًا من العمل الذي اؤتمنت عليه، ولا تحابي الناس، بل تعدل
مع الناس الذين لهم أعمال عندك، ولا تميل مع بعضهم وتحيد عن البعض الآخر، وإنما
تلزم الصدق والعدل فيما ولاك الله عليه.
وفي
الحديث: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُق وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ
عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا» ([1])،
والصِّدِّيق: هو كثير الصِّدق، الذي لا يقع منه كذب. ودرجة الصِّدِّيقين
بعد درجة النبيين، {وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ
أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ
وَٱلصَّٰلِحِينَۚ﴾ [النساء:
69].
«وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِب وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا» ([2]). في أول الحديث قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَلاَ يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا» ([3]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6094)، ومسلم رقم (2607).