فأنت
عَوِّد نفسك يا أخي على الصدق، {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ﴾
[التوبة: 119] كن مع الصادقين، لا تكن في صف المنافقين والكَذَبة وتتهاون بالكذب.
الصفة
الثالثة: {وَٱلۡقَٰنِتِينَ﴾
[آل عمران: 17]، والمراد بالقنوت هنا: المداومة على طاعة الله سبحانه
وتعالى. فالقانت يراد به هنا المداوم على طاعة الله سبحانه وتعالى.
ويطلق
القنوت، ويراد به طول القيام في الصلاة، {أَمَّنۡ هُوَ
قَٰنِتٌ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ سَاجِدٗا وَقَآئِمٗا يَحۡذَرُ ٱلۡأٓخِرَةَ
وَيَرۡجُواْ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ﴾
[الزمر: 9].
وتَرْك
الكلام في الصلاة يسمى قنوتًا، قال الله جل وعلا: {حَٰفِظُواْ
عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾ [البقرة: 238] لأنهم كانوا في أول الإسلام يتكلمون في
الصلاة، يكلم الرجل جليسه، حتى نزلت هذه الآية. قال: فأُمِرنا بالسكوت ونُهِينا عن
الكلام ([1]).
والله
جل وعلا قال لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: {وَٱعۡبُدۡ
رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ﴾
[الحجر: 99]. أي داوم على طاعة الله إلى الموت.
الصفة
الرابعة: {وَٱلۡمُنفِقِينَ﴾
[آل عمران: 17]، لأموالهم في طاعة الله سبحانه وتعالى؛ كالإنفاق في سبيل الله،
والإنفاق على مَن تلزمك مئونتهم من أهل بيتك من زوجاتك وأولادك ومَن في بيتك،
والإنفاق على المحتاجين من الفقراء والمساكين.
فالمال الذي أعطاك الله إياه لماذا أعطاك إياه؟ لتخزنه؟ لا، لأجل أن تنفقه في طاعة الله سبحانه وتعالى؛ {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞۗ﴾ [البقرة: 254]، {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1200)، ومسلم رقم (539) عن زيد بن أرقم رضي الله عنه.