×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

إلى الله، فمَن استجاب فالحمد لله، ومن لم يستجب فإن ذمتنا تبرأ وتقوم عليه الحُجة.

{وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ [آل عمران: 20] يعلم مَن استجاب ومَن لم يستجب؛ ممن عاند وكابر، فلا يظنون أنهم يفوتون على الله سبحانه وتعالى !!

وهذا وعيد شديد لمن لم يتبع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يخفى على الله جل وعلا ولا يغيب عن الله، وأنه مُراقَب من عند الله جل وعلا، لا يخفى على الله تصرفاته ولا أقواله ولا أفعاله، وينتظره يوم الحساب والجزاء عند الله سبحانه وتعالى.

ثم بَيَّن سبحانه أن هؤلاء الذين يجادلون في آيات الله لهم سوابق مع الأنبياء، يقتلون الأنبياء بغير حق، {وَيَقۡتُلُونَ ٱلَّذِينَ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡقِسۡطِ مِنَ ٱلنَّاسِ [آل عمران: 21].

وهذه صفة اليهود مع أنبيائهم، كانوا يقتلون الأنبياء، كما قتلوا زكريا وقتلوا يحيى عليهما السلام، وهَمُّوا بقتل المسيح عليه السلام، ورَفَعه الله من بينهم، وهَمُّوا بقتل محمد صلى الله عليه وسلم، وسَلَّمه الله منهم.

هذه طريقة اليهود، فهم قَتَلة الأنبياء، وقَتَلة الذين يأمرون بالقسط والعدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أتباع الأنبياء. فهذه طريقة اليهود ومَن سلك سبيلهم من الجبابرة والطغاة؛ فلا تعجب إذا خالفوك.

وقوله: {بِغَيۡرِ حَقّٖ [آل عمران: 21] ليس معناه أن قتل بعض الأنبياء بحق. وإنما هذا لبيان الواقع، أن قتلهم للأنبياء بغير حق، وإنما هو جريمة واستكبار على الحق الذي جاءوا به.

{فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [آل عمران: 21] وليس عذابًا معتادًا، بل {بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [آل عمران: 21] عذاب مؤلم، والعياذ بالله.


الشرح