وهم
عباد مكرمون، يُسبِّحون الليل والنهار لا يفترون، يعبدون الله سبحانه وتعالى ليلاً
ونهارًا، بالتسبيح والصلاة وأنواع العبادات، ويقومون بما يأمرهم الله جل وعلا به
في هذا الكون.
وهؤلاء
الملائكة شهدوا لله بالوحدانية، وهل هناك أعدل من الملائكة بعد الله سبحانه وتعالى
؟!
ثم
ثَلَّث بأُولي العلم من بني آدم، شهدوا لله سبحانه وتعالى بالوحدانية وأنه لا
يستحق العبادة إلا هو، وأن كل معبود سوى الله فهو باطل. وشهادة العلماء جاءت بعد
شهادة الله وشهادة الملائكة على وحدانية الله واستحقاقه للعبادة. إذًا فكل ما
يُعبد من دون الله فهو باطل؛ من الجن والإنس والأحياء والأموات والأحجار
والأشجار.. وغير ذلك، كلها باطلة.
وفي
استشهاد أهل العلم مع شهادة الله وملائكته تشريف لأهل العلم! فأهل العلم لهم الشرف
والمكانة الرفيعة لمِا أعطاهم الله من العلم؛ لأن الله استشهد بهم، وقَرَن شهادتهم
بشهادته وشهادة ملائكته - على أَجَلِّ مشهود به وهو التوحيد، ففي هذا تشريف لأهل
العلم.
والنبي
صلى الله عليه وسلم قال: «الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَْنْبِيَاءِ» ([1])،
وهذا شرف لهم، أنهم ورثة علم الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء به.
والله
جل وعلا قال: {قُلۡ هَلۡ
يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا
يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾
[الزُّمر: 9].
وقال سبحانه وتعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَكُمۡ تَفَسَّحُواْ فِي ٱلۡمَجَٰلِسِ فَٱفۡسَحُواْ يَفۡسَحِ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ﴾ [المجادلة: 11]. يعني مجالس العلم، أفسحوا مكانًا للذين
([1]) أخرجه: أحمد رقم (21715)، وأبو داود رقم (3641)، وابن ماجه رقم (223).