وقع،
فقال: «كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟» قَالَ: مُطْمَئِنًّا بِالإِْيمَانِ قَالَ:
«إِنْ عَادُوا فَعُدْ» ([1]).
وأنزل
الله تعالى: {مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ
مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ
وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرٗا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ مِّنَ ٱللَّهِ
وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ١٠٦ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ
وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ١٠٧ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ
وَسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ ١٠٨ لَا جَرَمَ أَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ١٠٩﴾
[النحل: 106- 109].
فالذي
يوافق الكفار من غير إكراه ومن غير ضرورة يكون من هذا الصنف - والعياذ بالله -
لأنه كَفَر بعد إيمانه، وهو متوعَّد بهذا الوعيد الشديد.
فالمسلم
يعتز بدينه، ويعتز بإخوانه المسلمين {وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8]، {وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ
إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾
[آل عمران: 139].
ومسألة
المداراة ليس فيها تنازل عن الدين، لكن أعطى شيئًا غير ما في قلبه وغير ما في
دينه، أعطاه من أجل أن يتخلص فقط. وأما التنازل عن شيء من الدين فهو المداهنة،
وفَرْق بين المداراة والمداهنة.
ثم قال جل وعلا: {وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ﴾ [آل عمران: 28] يحذركم الله نفسه أن يغضب عليكم، فليكن خوفكم من الله، وخشيتكم لله عز وجل، واعتزازكم بالله، وانتماؤكم إلى الله وإلى رسوله وإلى المؤمنين في كل زمان ومكان.
([1]) أخرجه: الحاكم في المستدرك (3362).