قال: {عَلَىٰ
جَمۡعِهِمۡ﴾ فهو قادر على جمع أهل
السموات وأهل الأرض إذا شاء ذلك سبحانه وتعالى. أما أن يقال: «هو على ما يشاء قدير»
عمومًا؛ فهذا لا يجوز، بل يقال: «على كل شيء» كما قال عن نفسه سبحانه وتعالى.
ثم
ذَكَر أمرًا آخر لا يقدر عليه إلا هو سبحانه، فقال: {تُولِجُ ٱلَّيۡلَ
فِي ٱلنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِۖ وَتُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ
وَتُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّۖ﴾
[آل عمران: 27]، هذه متضادات، خلقها بقدرته سبحانه وتعالى.
{تُولِجُ ٱلَّيۡلَ
فِي ٱلنَّهَارِ﴾ يعني: تُدخِل الليل في
النهار، فينقص النهار ويزيد الليل، ثم يدور ويتقارض الليل والنهار، فيأخذ النهار
من الليل. وهذا حَسَب فصول السنة، في فصل الشتاء وفصل الربيع وفصل الصيف وفصل
الخريف. وأحيانًا يعتدلان، فيكون الليل اثنتي عَشْرة ساعة والنهار اثنتي عَشْرة
ساعة، هذا بقدرة الله ولأجل مصالح البشر، وهذا داخل في قوله: {إِنَّكَ عَلَىٰ
كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ [آل
عمران: 26].
{وَتُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ
مِنَ ٱلۡمَيِّتِ﴾ [آل
عمران: 27] تخرج الزَّرع من الحبَّة.
{وَتُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ
مِنَ ٱلۡحَيِّۖ﴾ [آل عمران: 27] يُخرِج
الكافر من المسلم؛ مثلما أخرج ابن نوح من نوح عليه السلام نبي الله.
{وَتَرۡزُقُ مَن
تَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ﴾
[آل عمران: 27] لا يحسب اليهود وأضرابهم والدول الكافرة أن هذا الذي عندهم من
القوة والجبروت أنه لكسبهم وكدهم؛ وإنما هو من الله ابتلاءً وامتحانًا لهم.
{وَتَرۡزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ﴾ فالرزق من الله، فلا يحسب التجار والأغنياء أن تجارتهم وثروتهم بحولهم وقوتهم؛ وإنما هي رزق من الله سبحانه وتعالى ابتلاءً وامتحانًا، بل إن الله يرزق المخلوقات التي لا نعلمها في البر والبحر، مَن الذي يرزقها؟ مَن الذي يُعيشها؟ مَن الذي يمنحها