الصحة والقوة؟ مَن الذي
يتولاها؟ تلك المخلوقات الصغيرة، هو الله جل وعلا، تعيش على رزق الله الذي لا
ينفد، رزق الله سبحانه وتعالى لا ينفد، خزائنه ملآى مع كثرة الإنفاق.
{بِغَيۡرِ
حِسَابٖ﴾ أي: بغير تقدير.
ولما
ذَكَر سبحانه جرائم اليهود وحقدهم على المسلمين وعلى نبي الله صلى الله عليه وسلم،
نهانا عن أن نتولاهم، فقال: {لَّا يَتَّخِذِ
ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينََۖ﴾ [آل عمران: 28]، {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ
أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾
[المائدة: 51]، {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ
عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ
كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ يُخۡرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمۡ
أَن تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمۡ إِن كُنتُمۡ خَرَجۡتُمۡ جِهَٰدٗا فِي
سَبِيلِي وَٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِيۚ تُسِرُّونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَأَنَا۠
أَعۡلَمُ بِمَآ أَخۡفَيۡتُمۡ وَمَآ أَعۡلَنتُمۡۚ وَمَن يَفۡعَلۡهُ مِنكُمۡ
فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ﴾
[الممتحنة: 1]، {قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ
إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا
بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ
وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ
تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ﴾
[الممتحنة: 4]، {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ﴾ [المائدة: 55]، {وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ
وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾
[التوبة: 71].
فالمسلم
يتولى المسلمين ويتبرأ من الكافرين، والولاية أو التولي معناهما المحبة في القلب،
والنصرة لهم بالأفعال والأقوال. أي: لا تتخذوهم أولياء محبوبين وأصدقاء لكم وتناصروهم
بالقول أو بالفعل؛ بل عادوهم لله عز وجل.
وهذا الولاء والبراء في الإسلام أصل من أصول الإسلام، وإن كان بعض الجهال أو بعض الملاحدة الآن ينكر الولاء والبراء،