ويريد
ألا يُدرَّس هذا الأصل في المدارس وأن يُرفَع من المناهج. يريد أن المسلمين
والكفار يتساوون، وأنهم كلهم بنو آدم. أو بعضهم يقول: اليهود على حق والنصارى على
حق، والمسلمون على حق، كلهم يعبدون الله، فنحن وهم إخوان!! يقولون هذه المقالة
القبيحة.
والله
جل وعلا نهانا عن ذلك فقال: {لَّا يَتَّخِذِ
ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾
[آل عمران: 28] عمومًا، كتابيين وغير كتابيين، {مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ﴾ [آل عمران: 28] أي: لا تتولوا غير المؤمنين بالمحبة
والنصرة، أَحِبوا إخوانكم المؤمنين وانصروا إخوانكم المؤمنين. أما أن تنصروا أعداء
المسلمين من الكفار وتحبوهم وتزكوهم وتدافعوا عنهم، أو تزعموا أنهم إخوانكم؛ فهذا
محادة لله ولرسوله، وكُفْر بما أنزل الله سبحانه وتعالى من الولاء والبراء للكفار.
التعامل
مع الكفار في الأمور المباحة لا بأس به، وليس هذا من الموالاة،
فنحن نبيع ونشتري منهم في المباحات، ونستفيد من خبراتهم، ونستأجرهم للأعمال التي
لا يحسنها غيرهم. هذا ليس من الموالاة، وإنما هو من تبادل المنافع وتبادل المصالح،
فنحن نتعامل معهم، ولكن نبغضهم بالقلوب ونتعامل معهم فيما أباح الله سبحانه وتعالى،
كذلك نحسن إلى من أحسن إلى المسلمين، {لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ
يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن
تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8] فنحسن إلى مَن أحسن منهم من باب المكافأة
لا من باب المحبة، بل من باب المكافأة لهم على صنيعهم.
بعض الجهَّال يستدلون بهذه الآية على أنه تجوز موالاة الكفار!! والله ما قال أن أنهم أحسنوا إليكم تحبوهم، بل قال: {أَن تَبَرُّوهُمۡ