ثم
أعاد سبحانه فقال: {وَيُحَذِّرُكُمُ
ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥ﴾ [آل
عمران: 28] أي: ما يحصل منه، من غضبه وسخطه وعقابه وانتقامه، ويحذركم الله ذلك
رحمة بكم؛ لئلا تُهلِكوا أنفسكم.
ثم
قال جل وعلا: {وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ﴾ [آل عمران: 30] يرأف بهم ويرفق بهم ويرحمهم. وهذا من
الجمع بين الخوف والرجاء، تخافونه لأنه شديد العقاب، ولكن لا تقنطوا من رحمة
الله ولا تأمنوا من مكر الله. وهذا مُطَّرِد في القرآن، أنه سبحانه يذكر صفة الغضب
ويذكر صفة الرحمة؛ من أجل أن المسلم لا يقنط من رحمة الله.
ثم
قال جل وعلا: {قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّه﴾ [آل عمران: 31] هذا رَدٌّ على اليهود والنصارى الذين
يقولون: {نَحۡنُ
أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ﴾
[المائدة: 18] فأنزل الله هذه الآية فقال: {قُلۡ إِن
كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ
لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١ قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ
فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٢﴾
[آل عمران: 31، 32]. هذه آية الامتحان، فالذي يَدَّعِي أنه يحب الله يتبع هذا
الرسول صلى الله عليه وسلم.
فذَكَر
سبحانه علامة المحبة وثمراتها:
فعلامة
محبة الله: اتباع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم. أما الذي
يَدَّعِي أنه يحب الله ولا يتبع الرسول فهو كذاب.
وهذا يسد الباب على اليهود والنصارى وأهل الكتاب الذين يزعمون أنهم أبناء الله وأحباؤه، وهم يكفرون بمحمد صلى الله عليه وسلم، فدعواهم محبة الله دعوى باطلة. فعلامة محبة الله اتباع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم آخر المرسلين وخاتم المرسلين.