×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

 ولهذا يقول الشاعر:

تعصي الإله وأنت تزعم حُبَّه

 

هذا لَعَمْري في القياس شنيعُ

لو كان حبك صادقًا لأطعته

 

إنَّ المحب لمن يحب مطيعُ

فالذي يدَّعي أنه يحب الله ويخالف هذا الرسول صلى الله عليه وسلم؛ كذاب!!

فالصوفية الذين يعبدون الله بالمحبة فقط، ولا يتبعون الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقولون: لسنا بحاجة إلى الرسول، فنحن وصلنا إلى الله، والرسول إنما هو للعوام، وأما نحن فنحن وصلنا إلى الله ولسنا بحاجة للرسول!! الله أكذبهم بهذه الآية.

فمَن لم يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم من صوفي أو نصراني أو مجوسي أو يهودي - فهذا لا يحبه الله عز وجل.

فمحبة الله جل وعلا هي أعظم أنواع العبادة، لكن لا تكفي وحدها، بل لا بد أن يحب الله وأن يخاف الله وأن يرجو ثواب الله، وأن يطيع الرسول صلى الله عليه وسلم.

هذه علامة المحبة، وأما ثمراتها: {يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [آل عمران: 31]

فمَن أحب الله واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم، فإنه ينال هذه الفوائد:

الأولى وهي أعظمها: محبة الله له، فمَن أحب الله واتبع رسوله أحبه الله.

فهذا فيه: أن الله يوصف بالمحبة كما يليق بجلاله، وأنه يحب عباده المؤمنين {فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ [المائدة: 54].

والثانية: {يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ [الصف: 12] يسترها ويمحوها ويبدلها حسنات، هذا من لطفه سبحانه وتعالى.

ثم قال جل وعلا: {قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ [آل عمران: 32] كأنه لما قال سبحانه: {فَٱتَّبِعُونِي [آل عمران: 31] قيل: وما كيفية الاتباع؟ فبَيَّن أنها اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح