×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

الصفة الثالثة: {وَحَصُورٗا [آل عمران: 39].

وقد اختلف العلماء في تفسير كلمة {وَحَصُورٗا [آل عمران: 39]:

فقال بعضهم: «الحصور»: الذي ليس فيه شهوة ولا يأتي النساء. ولكن تَعَقَّب هذا بعض المفسرين؛ كابن كثير رحمه الله وغيره؛ بأن هذا يعتبر عيبًا، والأنبياء ليس فيهم عيوب، فعدم الشهوة نقص وعيب؛ فلا يمكن أن يوصف نبي الله يحيى بها.

والمعنى الثاني: أنه مَن حَصَر نفسه عن المعاصي والمخالفات. وهذا هو الوصف اللائق بنبي الله عليه الصلاة والسلام.

والرابعة: {وَنَبِيّٗا [آل عمران: 39] وهذه أعظم الصفات!! فيحيى عليه السلام نبي ابن نبي، وابن خالته رسول، وهو عيسى عليه السلام، فهو من بيت طيب!!

والصفة الخامسة: {مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ [آل عمران: 39].

فتعجَّب زكريا عليه السلام {قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ [آل عمران: 40]؛ لأنه رجل كبير، فقال: {وَقَدۡ بَلَغَنِيَ ٱلۡكِبَرُ [آل عمران: 40] والعادة أن الكبير ليس فيه قوة.

والناحية الثانية: قوله: {وَٱمۡرَأَتِي عَاقِرٞۖ [آل عمران: 40].

فليس هناك أسباب للولادة، ولكن الله لا يُعجزه شيء، فأسباب الولادة ما هي موجودة في زكريا ولا في زوجته، لكن الله لا يعجزه شيء.

{قَالَ كَذَٰلِكَ [آل عمران: 40] أي: الحال كما ذكرتَ أنك كبير السن وأن امرأتك عاقر، فلو نظرنا إلى الأسباب فليس هناك أسباب، ولكن الله يفعل ما يشاء.


الشرح